ما أرخص الجمل

كان لمزارع جمل يحبه كثيرا، ويعتمد عليه فى الانتقال بين القريه والمدينه كل يوم ليبيع حاصلات مزرعته. فكان يحمل عليه الخضر والفاكهه ويبيعها فى سوق المدينة، ويشترى حاجياته ولوازم بيته ويحملها على جمله، ثم يركبه عائدا إلى القرية حيث زوجته وأولاده.

 

حمل عبد الوهاب جمله بطيخا وشماما، وتوجه إلى سوق المدينة، وباع حمله، وأراد أن يشتري أرزا وسكرا. دخل عبد الوهاب البقالة واشترى ما يريد من طلبات، ولما خرج لم يجد جمله وأخذ يصيح:أين جملى؟ ضاع جملي! يا مصيبتي! أين انت يا جملي الغالي؟!.

 

نادى عبد الوهاب الشرطي، وطلب منه أن يبحث له عن الجمل المفقود، ويقبض على اللصوص الذين سرقوه.

 

بحث الشرطي معه في كل مكان ولم يجده، قال الشرطي:لا تيأس؛ فربما سار هنا أو هناك، وضل الطريق، واصل البحث وستجده - إن شاء الله.

 

بحث عبد الوهاب عن جمله فى كل مكان، لكن بلا فائدة. وبعد بحث طويل، وتعب كثير، أقسم عبد الوهاب أمام من فى السوق أن يبيع الجمل بدينار واحد إذا هوعثر عليه.

 

تعجب الناس من عبد الوهاب الذي أعلن امامهم هذا السعر الرخيص لجمله الغالي.

 

وبينما كان عبد الوهاب يدور فى السوق فوجئ بجمله أمامه يسير وحيدا! فرح عبد الوهاب بالعثور على جمله، وجذبه من حبله، وربت هلى رقبته، لكنه تذكر القسم، فتضايق، وقال لنفسه:

 

ليتني ما تسرعت وحلفت أمام الناس! ماذا أفعل الآن ؟.

 

فكر عبد الوهاب قليلا، وأحضر قطة صغيرة، ووضع فى رقبتها حبلا، ثم ربط القطة فى الجمل، ووقف وسط السوق ينادى بأعلى صوته:من يشترى الجمل بدينارد والقطة بألف دينار.

 

تجمع الناس حول عبد الوهاب من كل مكان، وهم لا يصدقون ما يسمعون. وصاح عبد الوهاب مره أخرى:أيها الناس، أبيع الجمل بدينار، وأبيع القطة بألف دينار! لكن لا أبيعهما إلأ معا. نعم، لا أبيع الجمل والقطة إلا معا!.

 

ضحك الناس، وفهموا أن عبد الوهاب لا يريد أن يبيع جمله.

انصرف الناس عنه وهم يقولون: ما أرخص الجمل لولا القطة !

 

ما أرخص الجمل لولا الهرة !.

 

ركب عبد الوهاب جمله، وعاد إلى قريته.