مآرب العصا

لقيَ الحجّاج أعرابيًا، فقال له: من أين أقبلتَ؟

قال: من البادية.

قال: ما بِيَدك؟

قال: عصا أركزها لصلاتي، وأعدّها لعدائي، وأسوق بها دابّتي، وأقوى بها على سَفَري، وأعتمدُ بها في شيءٍ ليتّسع بها خطوي، وأبثّ بها النّهر فتؤمّنني، وألقي عليها كسائي فيسترني من الحرّ ويقيني من القرّ، وتدني ما بعد منّي. وهي تحمل سفرتي وعلاّقة إداوتي، ومشجب ثيابي.

أعتمد بها عند الضراب، وأقرع بها الأبواب، وأنفي بها عقور الكلاب. تنوب عن الرمح في الطّعان وعن الحرب في منازلة الأقران. وَرِثتُها عن أبي وأورثها بعدي إبني، وأهشّ بها على غنمي. ولي فيها مآرب أخرى كثيرة لا تُحصى..