النستورية

النساطرة أو الأشوريون هم طائفة من المسيحيين ينتمون إلى نسطور (380-451م) بطريرك القسطنطينية المولود في قيصرية بسورية. انتخب بطريركاً للقسطنيطينة سنة 428م.

آمنت النسطورية أن "في
المسيح طبيعتين وأقنومين. لذلك فهو مسيحان أحدهما ابن الله والآخر ابن الإنسان". وقالوا "إن مريم لم تلد إلهاً متجسداً بل إنساناً محضاً هو يسوع المسيح ثم حلت فيه كلمة الله". لذلك لا يجيز أن تدعى مريم والدة الله بل أم المسيح، "فحيث أن الله لم يولد فلا يجوز القول إن الله قد تألم ومات".

تصدت الكنيسة لهذه التعاليم وحُرم نسطور وتعاليمه في المجمع المسكوني الثالث الذي انعقد في أفسس سنة 431 ونفي إلى
مصر عام 435م.

وكانت الكنيسة المسيحية قد عرفت في القرن الخامس خلافات وانقسامات هي باختصار:

1- اتباع
الخلقيدونية والذين عرفوا بالملكيين تمثلهم بطريركية القسطنطينية وبطريركية انطاكية والفئة اليونانية في مصر. ويؤمن اتباع الخلقيدونية (نسبة إلى مجتمع خلقيدونية 451م) أن المسيح، ابن الله متجسد في طبيعتين: إلهية وإنسانية وقد اتحدتا في أقنوم الابن الواحد.

2- اتباع المنفستية القائلة بالطبيعة الواحدة للمسيح وهم في غالبيتهم من سكان الأجزاء الشرقية من سورية.

3- النساطرة وهم السوريون الشرقيون الذي أخرجوا من الامبراطورية البيزنطية فامتدوا شرقا.

قامت بين هذه الفئات المسيحية صراعات تداخل فيها اللاهوتي والسياسي والاجتماعي والمناطقي وخصوصا اللغوي، حيث حسبت الفئات الناطقة باللغة الآرامية/ السريانية أن المسيحيين الناطقين باليونانية هم غرباء.

تشرد النساطرة بعد نفي بطريركهم إلى مصر ولكنهم عادوا فنشطوا في بلاد فارس وما بين النهرين بالعراق وخاصة في مناطق
الموصل وبابل وكثر اتباعهم وتمكنوا من استمالة ملك الفرس إليهم وأثاروا اضطهاداً عنيفاً على اتباع الكنيسة السريانية الأرثوذكسية.

انتظم أمر الكنيسة النسطورية بعد مجمعهم المحلي الذي عقد في سلوقية- دجلة عاصمة الدولة الساسانية سنة 410م واعترف بها الملك يزدجرد على أنها كنيسة ذات كيان خاص. وأكد مجتمع مركبتا (424م) هذا الأمر واعترف برئيسها دَد يشوع على أنه بطريرك المشرق وسمح له بأن يتخذ من العاصمة الساسانية نفسها مقراً له. ولما احتل العرب بلاد فارس ووصلوا إلى حدود الهند ظل للنساطرة وضعهم الخاص وفرضت عليهم الجزية.

من الواضع أن المسيحيين تمتعوا في دولة الخلافة بمنزلة خاصة وقامت لهم مراكز علمية مهمة في نصيبين المدينة السورية القديمة على الحدود مع تركيا وجنديشابور الإيرانية، ومرو في تركمانستان التي تدعى الآن ماري وسواها. وقاموا بدور بارز في بيت الحكمة ببغداد حيث عملوا مع أقرانهم المسلمين على نقل علوم اليونانيين ومعارفهم إلى العربية. كما أُشركوا ببعض النشاط السياسي الإداري حيث ولّى، على سبيل المثال، الخليفة المعتضد نسطوريا على الأنبار الواقعة قرب
بغداد. وبنى النساطرة خلال تلك الفترة كنائس ومدارس جديدة عديدة.

نشر النساطرة المسيحية في أرمينيا وبلاد فارس والهند والصين. انضم قسم منهم إلى الكنيسة الكاثوليكية في القرن السادس عشر وهم الكلدان.



سوريا
الكنيسة
العراق