أحمد شريف

تو.1969م

كان أحمد شريف عازفاً مصرياً ماهراً على آلة القانون وملحناً موهوباً، ويعتبر من أعمدة التلحين في الفن الشعبي، خلال المئة سنة الماضية، ورائداً من رواد هذا الفن. فهو في هذا المجال يعتبر خليفة للسيد درويش، ونظيراً لمحمد علي لعبة. ويعتبر بمثابة معمل أو مصنع لتفريخ الألحان الشعبية والمونولوجات الإنتقادية الهادفة، والصور الشعبية الجميلة التي حازت شهرةة كبيرة.

نجح أحمد شريف في تلحين الصور الموسيقية في فرقة بديعة مصابني في عهدها الذهبي في الثلاثينيات من القرن الماضي، وخاصة الحوارات الثنائية الغنائية "ديالوغ". ومن أشهر هذه الحوارات الثنائية ما سجله أحمد شريف من لحنه على أسطوانة باسم "نبين زين". وساعده على النجاح أن صوته من نوع الصادح "تينور" الحاد قريب من لون السوبرانو النسائي.

لعل أحمد شريف هو صاحب أكبر عدد من ألحان الزفة وخاصة تلك التي سجلها مع زوجته نعيمة وصفي ومع زميلته الفنانة سيدة حسين، ولعل أشهرها "اتمخطري يا حلوة يا زينة" و"مبروك عليكي عريسك الخفة" و"لحن ليلة الصباحية" و"زفة بنت العمدة" و"زفة ست الدار".

أما عن اجتماعياته الدعابية فهو صاحب ديالوغ الفشر والصور الغنائية "المندل" و"الفيلسوف"، والديالوغ الفكاهي "بين مغرم رومي من أولاد البلد" .

ومن عجب أن يكون أحمد شريف الذي عاش أغلب حياته رئيساً لفرقة بديعة مصابني، والذي كان يطوف بردهات مسرح بديعة معلقا قانونه في رقبته يعزف وراء بديعة مصابني وهي تسير مقلدة زفة الأفراح، من عجب أن يكون أحمد شريف رجلا تقياً يؤدي شعائر دينه، يسبّح بحمد الله في غير أوقات عمله. وبعد الانتهاء من الدينيات، كان يغني أحمد شريف بدون آلات موسيقية، ولكن بخلفية من التصفيق بالأيدي، روائع الأدوار التي كان يغنيها الحمولي ومحمد عثمان والمسلوب، وأترابهم.