علي بن سالم

1910-1989م
يُعتبر علي بن سالم أوّل الرّسامين التّونيسيين الذّين وعوا بصورةٍ مُبكرة مسألة الإنتماء الثّقافي في الفن. ونستنتج من الرّسوم المائية التّي أنجزها في مطلع حياته الفنّية أنّ مُحاولة إستلهام عناصر المُنمنمة الإسلامية في أعماله، عمل إراديّ مُركّز.

 

وُلِدَ علي بن سالم في تونس العاصمة وعاش سنوات طفولته مُتنقّلاً بين العاصمة ومدينة بنزرت حيث كان والده يعمل مُدرّسًا. إنتمى بعد الحرب العالمية الأولى إلى معهد كارنوا الفرنسي للفنون ثمّ دخل مدرسة الفنون الجميلة وعمل بمتحف الفنون الأهلية. وكان عمله يتمثّل في إحصاء تقنيات الصّناعات الحِرفيّة القديمة وتسجيل طُرق إنجازها وأشكالها. فتأثّر أسلوبه بهذا العمل الدّقيق المُنظّم، كما استلهم في أعماله تقنيّات المُنمنمات الإسلامية القديمة.

 

عرض بن سالم أعماله في أوّل عهده في باريس وستوكهولم بالسّويد. وبعد عودته إلى تونس خلال سنوات الحرب العالمية الثّانية، يُسافر من جديد إلى السّويد ليقضي هناك قرابة الأربعين سنة في نشاط فنّيٍ مُستمرٍّ ويعود بعدها إلى تونس ويبقى فيها حتّى وفاته.

 

تطوّر أسلوب بن سالم خلال إقامته في السّويد باتّجاه تأكيد العناصر التّراثية في اللوحة كالمفهوم الشّرقي للعمق والخطوط الواضحة ونقاوة المساحات اللّونيّة.

 



تونس