شوقي ضيف

1910- 2005م

ولد الكاتب والناقد الأدبي شوقي ضيف في مزرعة صغيرة بقرب دمياط بمصر. تلقى علومه الابتدائية والثانوية في الأزهر بمدينة دمياط وحاز على الإجازة الجامعية بالآداب من جامعة القاهرة والماجستير بالآداب 1939 والدكتوراه في الأدب 1942.

عمل أستاذاً مساعداً في كلية الآداب في جامعة القاهرة، ثم أستاذاّ للغة العربية في الجامعة نفسها ومستشاراً لدار المعارف المصرية. كان عضواً في المجمع اللغوي والمجلس الأعلى للشورى الإسلامية ومقرر لجنة الشعر في مجلس الفنون والآداب.

نشأ في عائلة ميسورة محافظة وورث عن والديه حب الناس. كان لوالده مكتبة عامرة بكتب الفقه والحديث فنهل منها ونما عوده على محبة الإسلام ورسوله. كما أن حياة القرية الهادئة تركت في نفسه أثرها الكبير، فأيقظت فيه حب الجمال وخصب المخيلة.

عرف الفتى أن شيوخاً كباراً يحاضرون الناس في الجامع الأزهر بعد صلاة الصبح، جمهورهم من طلاب الأزهر والشباب الراغبين الإستزادة في المعرفة الدينية فالتحق بهذه الحلقات التي تميزت بطريقة التعليم الحر. فلا تقييد للحضور ولا تقيّد بحلقة معينة. فكان الخيار متروكاً للطالب ليستمع لأي محاضرة يختار أو لأي موضوع يرغب فيه. وكان لهذه المحاضرات غير النظامية آثارها البعيدة لا في الأزهر وبين علمائه فحسب، بل أيضاً في الفكر المصري الحديث. وتوسع تقليدها ليشمل أكثر بلدان العالم الإسلامي. وشملت هذه المحاضرات مواضيع عديدة تعدت الدين لتشمل العلوم الإنسانية كافة. وكان شوقي ضيف واحداً من الذين حضروا هذه الحلقات بنوع من المثابرة فأغنت معلوماته ووسعت آفاقه الفكرية وأسهمت في تحديد اختياراته عند التحاقه بالجامعة.

عرض
طه حسين على شوقي ضيف بعد امتحان الماجستير موضوعاً للحصول على الدكتوراه هو التكلف الشديد في الشعر العباسي في القرن الرابع الهجري، فوافق. وما إن استمع طه حسين إلى الفصل الأول من فصول الرسالة حتى أخذ يثني على ضيف وعلى رسالته في اجتماعات قسم اللغة العربية. وكلما مضى الشاب في قراءة فصول رسالته على أستاذه ازداد ثناؤه.

نوقشت الرسالة مناقشة علنية. وفي أثناء تلخيص الشاب لرسالته حانت منه التفاتة فوجد أباه واقفاً مع عشرات الطلاب في مدخل المدرج، ولم يكن أنبأ أباه بيوم امتحانه. غير أن الأب قرأ خبراً عنه في الصحف فسافر إلى القاهرة فوراً واتجه إلى الجامعة ليشاهد ابنه يناقش رسالته.

مات شوقي ضيف عن عمر يناهز الخامسة والتسعين عاماً أصدر خلاله حوالى أربعين كتاباً كلها في الشعر والأدب والنقد أبرزها كتاب "تاريخ الأدب العربي" في أربعة أجزاء. نقلت بعض كتبه إلى الإنكليزية والفرنسية والفارسية والصينية. ومن بين هذه المؤلفات: دراسات في الشعر العربي المعاصر 1953، في النقد الأدبي 1954، الأدب العربي المعاصر في مصر 1957، ابن زيدون وشعره 1959، التطور والتجديد في الشعر الأموي 1965، البلاغة: تطور وتايخ 1965، تجديد النحو 1982، في التراث والشعر واللغة 1987، عصر الدول والإمارات 1992.