فوزي الغزي

1891- 1929م
ولد فوزي الغزي في دمشق بسوريا. كان أبوه قاضياً. تلقى علومه الابتدائية والثانوية في
دمشق وحصل من المعهد الملكي العالي في الأستانة على إجازة في الحقوق. انضم عند بدء الحرب العالمية الأولى إلى الجيش العثماني وكان برتبة ضابط. قاتل في القفقاس ثم في العراق حيث أصيب برصاصة في أذنه.

تولى القضاء في
سوريا بعد عودته ودرّس في الجامعة السورية. اختارته الحكومة العربية التي تألفت آنذاك برئاسة الملك فيصل الأول قائممقاماً لراشيا ثم حاصبيا. وعيّن بعد استقالته من هذه الوظيفة أميناً لسر وزارة الداخلية.

بعد الاحتلال الفرنسي لسوريا ترك فوزي الغزي العمل الحكومي وانصرف إلى المحاماة. واختير عام 1921 ليحاضر في القانون الدولي في كلية الحقوق بالجامعة السورية بدمشق. ووضع في هذا القانون عدداً من الكتب.

دخل الغزي المعترك السياسي مقاوماً عنيداً ضد الانتداب الفرنسي فسجن ونفي إلى جزيرة أرواد ثم إلى الحسكة فدوما والحدث في لبنان. ولما أطلق صراحه رشح نفسه في انتخابات عام 1928 وفاز بالنيابة عن دمشق. وكان أصغر أعضاء المجلس سناً. انتخب رئيساً ثانياً للجميعة التأسيسية ومقرراً لأول دستور يوضع في سوريا. وبذلك أصبح الغزي واضع مشروع دستور وصار يعرف بأبي الدستور السوري.

مات فجأة وهو في ريعان الشباب فظن الناس أن الموت كان طبيعياً. ولكنه لم يكن كذلك، بل جريمة عاطفية مروعة. فقد تبين أن زوجته الحمصية لطيفة اليافي كانت على علاقة بابن أخيه. واعترف العشيقان في المحكمة بأنهما دسا له السم فحكم عليهما بالإعدام. لكن المفوض السامي الفرنسي خفّض الحكم إلى المأبّد، فقامت ضجت في دمشق تتهم السلطات الفرنسية بالضلوع بالمؤامرة.

أقيم للغزي حفل تأبينيّ كبير شارك فيه رجالات العرب الكبار ورثاه فارس الخوري شعراً وكذلك فعل أمير الشعراء أحمد شوقي وشفيق جبري. وكان مطلع قصيدة شوقي:

يا واضع الدستور أمسى كخلقه                     ما فيه من عوجٍ ولا هو ضيق
يا "فوز" تلك دمشق خلف سوادها                 ترمي مكانك بالعيون وترمق
ركن الزعامة حين تطلب رأيه                         فيرى، وتسأله الخطاب فينطق