شارل حلو

1912- 2000م

ولد الرئيس اللبناني الأسبق شارل حلو في
بيروت في عائلة مارونية مسيحية متوسطة الحال. تلقى علومه في بيروت والتحق بكلية الحقوق بجامعة القديس يوسف الفرنسية سنة 1930. انتقل إلى حلب في سوريا سنة 1932 وأسس هناك جريدة باللغة الفرنسية دعاها "إكلير دي نُور" أي بريق الشمال. رجع بعد ثلاث سنوات إلى بيروت ليأسس جريدة "اللوجور" الفرنسية اليومية واستمر في رئاسة تحريرها وإصدارها حتى سنة 1947 عندما عيّن سفيراً للبنان لدى الفاتيكان.

تسلم وزارة العدل والصحة سنة 1954 ولكنه استقال بعد أقل من سنة. وعاد بعد سنة 1964 ليصبح وزيراً للمعارف. وفي آب/ أوغسطس من السنة نفسها انتخب رئيساً للجمهورية خلفاً للرئيس
فؤاد شهاب.

لم يكن شارل حلو ذلك الرئيس القوي. فهو لم يكن زعيماً شعبياً ولا رئيساً لحزب. لكنه انتخب كحل وسط في جو مضطرب لم تكن قد غابت عنه أحداث 1958 المؤلمة في
لبنان ولا محاولة الانقلاب التي جرت سنة 1962. وشهد حكمه تراجعاً في عملية الإصلاح الإداري الذي بدأه سلفه.

يقول بعض السياسيين اللبنانيين ممن لعبوا دوراً بارزاً في تلك الحقبة القلقة من تاريخ لبنان إن ضعف حلو كان في الواقع مصدر قوته، ذلك أنه عرف كيف يتعامل ويتعاون مع فريقي لبنان الطائفيين: المسيحيين والمسلمين على قدر من المساواة رغم معارضته للوجود الفلسطيني المسلح.

تعاون حلو خلال رئاسته مع رئيسين للوزارة مسلمين معتدلين هما حسين العويني ورشيد كرامي اللذين أيداه في الحقل الداخلي وخصوصاً في متابعة الإصلاحات الإدارية التي كان قد بدأها الرئيس فؤاد شهاب وعارضاه في موقفه من الفلسطينيين المقيمين في لبنان. فنزل عند ضغط الزعماء والشارع الإسلامي والوطني عام 1969 فشرّع للفلسطينيين مبدأ السلطة على مخيماتهم بما في ذلك حق حمل السلاح.

انتهى عهد حلو الدستوري في رئاسة الجمهورية سنة 1970 وخلفه الرئيس سليمان فرنجية وانتقل إلى دارته الجديدة في الكسليك قرب مدينة جونية وظل هناك حتى وفاته.

  


سليمان فرنجية