تهامة

تهامة هي سهل ساحلي ضيق يحاذي ساحل البحر الأحمر في الجزيرة العربية. وهو يفصل بين البحر الأحمر في الغرب وجبال السراة أو السروات في الشرق، ويمتد من خليج العقبة شمالاً وحتى خليج عدن جنوباً، ويقع ضمن حدود السعودية واليمن.

و قد أصبح في العصر الحديث يقسم إلى ثلاث مناطق رئيسية هي "تهامة الحجاز" في الشمال بمحاذاة جبال الحجاز، و"تهامة عسير" (يقع أغلبه ضمن منطقة جازان) في الوسط بمحاذاة جبال السروات، و"تهامة اليمن" ضمن حدود الجمهورية اليمنية.

ورد في "معجم البلدان" لياقوت الحموي:

" تهامَةُ: بالكسر قد مر من تحديدها في جزيرة العرب جملة شافية اقتضاها ذلك الموضع ونقول ههنا. قال أبو المنذر: تهامة تساير البحر منها مكة قال والحجاز ما حجز بين تهامة والعروض. وقال الأصمعي إذا خلفت عُمان مصعداً فقد أنجَدتَ فلا تزال منجداً حتى تنزل في ثنايا ذات عِرق فإذا فعلت ذلك فقد أتهَمتَ إلى البحر وإذا عرضت لك الحرار وأنت منجد فتلك الحجاز وإذا تصوبتَ من ثنايا العرج واستقبلك الأراك والمرخ فقد أتهمت وإنما سمي الحجاز حجازاً لأنه حجز بين تهامة ونجد. وقال الشرقي بن القطامي تهامة إلى عرق اليمن إلى أسياف البحر إلى الجحفة وذات عرق. وقال عمارة بن عقيل ما سال من الحرتين حرة سُلَيم وحرة ليلى فهو تهامة والغور حتى يقطع البحر. وقال الأصمعي في موضع آخر طرف تهامة من قبل الحجاز مدارج العرج وأول تهامة من قبل نجد ذات عرق - المدارج - الثنايا الغلاظ. وقال المدائني تهامة من اليمن وهو ما أصحر منها إلى حد في باديتها ومكة من تهامة وإذا جاوزت وجرة وغَمرَةَ والطائف إلى مكة فقد أتهمت وإذا أتيت المدينة فقد جلست، وقال ابن الأعرابي وجرة من طريق البصرة فصل ما بين نجد وتهامة، وقال بعضهم نجد من حد أوطاس إلى القَريَتين ثم تخرج من مكة فلا تزال في تهامة حتى تبلغ عسُفان بين مكة والمدينة وهي على ليلتين من مكة ومن طريق العراق إلى ذات عرق هذا كله تهامة. وسميت تهامة لشدة حرها وركود ريحها وهو من التهم وهو شدة الحر وركود الريح يقال تَهِمَ الحرُ إذا اشتد ويقال سميت بذلك لتغير هوائها يقال تهم الدهن إذا تغير ريحه. وحكى الزيادي عن الأصمعي قال: التهمة الأرض المتصوبة إلى البحر وكأنه مصدر من تهامة، وقال المبرد: إذا نسبوا إلى تهامة قالوا رجل تَهَام بفتح التاءِ وإسقاط ياء النسبة لأن الأصل تهمةَ فلما زادوا ألفاً خففوا ياءَ النسبة كما قالوا رجل يَمَانِ وشاَمٍ إذا نسبوا إلى اليمن والشام، وقال إسماعيل بن حناد: النسبة إلى تِهَامَة تِهامي وتَهام إذا فتحت التاء لم تشدد الياء كما قالوا رجل يمانِ وشآم إلا أن فتحة الألف من تهام من لفظها والألف من شآم ويمان عوض من ياء النسبة. قال ابن أحمر:

وأكبادهم كاَبني سُباتٍ تفرقوا

 

سباَ ثم كانوا منجداً وتَهَامـيَا

وألقى التهامي منهما بلَطَاتـه

 

وأخلط هذا لا أريم مكانـيا

 

وقوم تَهامُونَ كما يقال يمانون. وقال سيبوَيه منهم من يقول تهامي ويماني وشامي بالفتح مع التشديد. وقال زُهَير:

 

يَحُشونها بالمشرفية والـقَـنَـا

 

وفتيان صِدقٍ لاضعاف ولا نُكلُ

تَهامون نَجديون كيداً ونُـجـعةً

 

لكل أناس من وقائعهم سجـلُ

 

وأتهم الرجل إذا صار إلى تهامة. وقال بعضهم:

 

فإن تتهموا أنجد خلافـاً عـلـيكـم

 

وإن تعمنوا مستحقبي الحرب أعرق

 

والمِتهَامُ الكثير الإتيان إلى تهامة. قال الراجز:

 

ألا إتهماها إنها متاهيم

 

وإننا مناجد متاهـيم

 

وقال حميد بن ثور الهلالي:

 

خليلي هبا عللانـيَ وانـظـرا

 

إلى البرق ما يَفْرِي سَناً وتبسُّمَا

عروض تدلت من تهامة أهديَتْ

 

لنجد فَتاح البرق نجداً وأتهَمَـا