التلوث البحري في المنطقة العربية

انعكست الثروة النفطية بشكل إيجابي على المستوى الاقتصادي والحضاري والمعيشي لشعوب المنطقة العربية بما حمله من أهمية تجارية على المستوى العالمي للوطن العربي. وكان له في الوقت نفسه مردود سلبي إذ أصاب البحار العربية بالتلوث. وفيما يلي أهم هذه البحار التي تعرضت للتلوث بدرجات كبيرة:

 

البحر الأحمر وخليج عدن: تعتبر منطقة البحر الأحمر وخليج عدن مركزاً لاستكشاف وانتاج ومعالجة ونقل أكثر من نصف احتياجات النفط المؤكدة في العالم. ويتم تصدير النفط المنتج من حول منطقة البحر الأحمر إلى ممر يضيق بناقلات النفط. وفي كل سنة يدخل خليج عدن ما بين 20-35 ألف ناقلة محملة بالنفط ومتجهة إلى الشرق الأقصى وأوروبا، وحول الجزيرة العربية إلى البحر الأحمر حيث يواصل رحلته إلى الشمال عبر قناة السويس إلى البحر المتوسط أو يفرغ حمولته عند مدخل خط الأنابيب في عين السخنة المصرية. ويتم نقل أكثر من مئة مليون طن من النفط سنوياً عبر البحر الأحمر، ونصف هذه الكمية عن طريق خط بترولي في مدينة ينبع الصناعية السعودية .

 

والبحر الأحمر وخليج عدن هما من البيئات الحساسة لاحتوائهما على مساحات كبيرة من الشعاب المرجانية ومستنقعات المنغروف السوداء التي أدت إلى جنوح بعض الناقلات وغرقها.

 

يعتبر التلوث بالنفط أهم أنواع التلوث في البحر الأحمر وخليج عدن خاصة في منطقة خليج السويس حيث تلوثت الشواطئ ببقع النفط وكرات القار. كذلك أسهمت الصناعات البتروكيماوية المنتشرة في المدن الساحلية في تعزيز التلوث.

 

البحر المتوسط: التلوث النفطي في منطقة البحر المتوسط قليل بالمقارنة مع الخليج العربي والبحر الأحمر وخليج عدن، ورغم ذلك يتلقى المتوسط 17% من التلوث النفطي العالمي.

 

الخليج العربي. تتعرض البيئة البحرية في الخليج العربي لأشكال متنوعة من التلوث المباشر وغير المباشر حيث تستخرج من الآبار المجاورة لشواطئه الملايين من براميل البترول في اليوم ويتسرب منها الكثير إلى مياه الخليج، كما تشحن الناقلات كميات كبيرة من النفط المستخرج في الخليج والتي يؤدي التسرب منها أو جنوحها إلى المساهمة بنسبة كبيرة في تلوث المياه، فضلاً عن المياه الموازنة التي يتم التخلص منها في مياهه قبل الشحن. كما يجب أن نأخذ بالاعتبار مخلفات الصناعات البتروكيماوية ومصافي النفط الكثيرة التي انتشرت على سواحل الخليج العربي.

 

لعبت حرب الخليج الأولى دوراً كبيراً في تلوث مياه الخليج وذلك فيما يعرف بحرب الناقلات التي أدى تدمير بعضها إلى تسرب كميات كبيرة من زيت البترول في مياه الخليج.

 

جاءت حرب الخليج الثانية وبما رافقها من حرق لآبار النفط الكويتية وتدفق النفط في مياه الخليج لتزيد من حجم الكارثة وتجعلها أكثر خطورة وتعقيداً، ليس للمنطقة فحسب، بل لكل جهات العالم.

 

وقد دلت الدراسات أن التلوث بالنفط في الخليج يبلغ أكثر من 47 مرة التلوث على المستوى العالمي بالنسبة إلى وحدة المساحة. ويأتي 77% من التلوث من عمليات الإنتاج البحري والناقلات.

 

نتيجة لهذا التلوث وجدت تركيزات من الهيدروكربونات والمركبات العضوية الأخرى في مياه الخليج لاسيما حول المنشآت النفطية وخاصة في المناطق الشمالية من الخليج حيث مناطق التصدير ومحطات الإنتاج. وتعتبر تركيزات القار على شواطئ دول الخليج من أعلى التركيزات في شواطئ العالم.

 

ونظراً لاعتماد دول الخليج على مياهه كمصدر للماء العذب التي تتم تحليتها فإن زيادة تركيزات الهيدروكربونات والعناصر الثقيلة في مياه البحر يؤثر بدرجة كبيرة على نوعية المياه المنتجة في وحدات التحلية.

 



السعودية