باب الباء والجيم والحاء والخاء

بجا

بجَاء: قبيلة، والبَجاوِيَّاتُ من النوق منسوبة إليها. قال ابن بري: قال الرَّبَعِيُّ البَجاوِيَّات منسوبة إلى بَجاوَةَ قبيلة، يُطارِدونَ عليها كما يُطارَدُ على الخيل، قال: وذكر القَزَّازُ بُجاوَةَ وبِجاوَةَ، بالضم والكسر، ولم يذكر الفتح؛ وفي شعر الطرماح بُجاوِيَّةٌ، بضم الباء، منسوب إلى بُجاوَةَ موضع من بلاد النُّوبةِ وهو:

بُجاوِيَّة لم تسْتَدرْ حَوْلَ مَثْبِرٍ،

 

ولم يَتَخَوَّنْ درَّها ضَبُّ آفِن

وفي الحديث: كانَ أَسْلَمُ مولى عمر، رضي الله عنه، بَجاوِيّاً؛ هو منسوب إلى بَجاوَة جِنْسٍ من السُّودان، وقيل: هي أَرض بها السُّودانُ.

بجج

بَجَّ الجُرْحَ والقُرْحَة يَبُجُّها بَجّاً: شَقَّها؛ قال جُبَيْهَا الأَشجعيُّ في عنزٍ له منحها لرجل ولم يردّها:

فجاءَتْ، كأَنَّ القَسْوَرَ الجَوْنَ بَجَّها

 

عَسالِيجُه، والثَّامِرُ المُتَـنـاوِحُ

وكلُّ شَقٍّ بَجٌّ؛ قال الراجز:

بَجَّ المَزاد مُوكَراً مَوْفُورا

ويقال: انْبَجَّتْ ماشيتُكَ من الكَلإِ إذا فتقها السِّمَنُ من العُشْبِ، فأَوْسَعَ خواصرها؛ وقد بَجَّها الكَلأُ؛ وأَنشد بيت جبيها الأَشجعيّ، وهذا البيت أَورده الجوهري: فجاءَت؛ قال ابن بري: وصوابه لجاءَت، قال: واللام فيه جوابُ لو في بيت قبله وهو:

فَلَوْ أَنها طافتْ بنَبْتٍ مُشَرْشَرٍ،

 

نَفَى الدِّقَّ عنه جَدْبُه، فهو كالِحُ

قال: والقَسْوَرُ ضَرْبٌ من النبت، وكذلك الثامر. والكالح: ما اسْوَدَّ منه. والمتناوح: المتقابل. يقول: لو رعت هذه الشاة نبتاً أَيبسه الجدبُ قد ذهب دِقُّه، وهو الذي تنتفع به الراعية، لجاءَت كأَنها قد رعت قَسْوَراً شديد الخُضْرَةِ، فسمنت عليه حتى شَقَّ الشحمُ جِلْدَها؛ قال محمد بن المكرم: ورأَيت بخط الشيخ الفاضل رضي الدين الشاطبي، صاحبنا، رحمه الله، ما صورته: قال أَبو الحسن بن سيده أَخبرنا أَبو العلاءِ أَن الرِّقَّ ورَقُ الشجر؛ وأَنشد بيت جبيها الأَشجعي:

فَلَو أَنها قامَتْ بطُنْبٍ مُعَـجَّـمٍ،

 

نَفى الجدبُ عنه رِقَّهُ، فهو كالح

قال: هكذا أَنشدَناه رِقَّه، وليس من لفظ الوَرَق، إِنما هو في معناه.
والطُّنْبُ: العود اليابس. قال: وفي الجمهرة لابن دريد: دِقُّ كلِّ شيءٍ دون جِلِّه، وهو صِغارُه ورَدِيُّه. ودِقُّ الشجر: حشيشُه، وقالوا: دِقُّه صغارُ وَرَقِه، وأَنشدوا بيت جبيها:

نفى الدِّقُّ عنه جَدْبُه، فهو كالح

والبَجُّ: الطعنُ يخالط الجوف ولا ينفذ؛ يقال: بَجَجْتُه أَبُجُّهُ بَجّاً أَي طعنته؛ وأَنشد الأَصمعي لرؤْبة:

قَفْخاً، على الهامِ، وبَجّاً وَخْضا

ابن سيده: بَجَّه بَجّاً طَعَنَهُ؛ وقيل طعنه فخالطت الطعنةُ جوفَه.
وبَجَّه بَجّاً: قطعه؛ عن ثعلب، وأَنشد:

بَجَّ الطبيبُ نائطَ المَصْفُور

وقوله، صلى الله عليه وسلم: إِن الله قد أَراحكم من الشَّجَّة والبَجَّة؛ قيل في تفسيره: البَجَّةُ الفَصِيد الذي كانت العرب تأْكُلُهُ في الأَزْمَةِ، وهو من هذا، لأَن الفاصدَ يشق العِرْقَ؛ وفسره ابن الأَثير فقال: البَجُّ الطعن غيرالنافذ، كانوا يفصدون عِرق البعير ويأْخذون الدم، يتبلَّغون به في السنة المجدبة، ويسمونه الفصيد، سمي بالمرة الواحدة من البَجِّ؛ أَي أَراحكم الله من الفحط والضيق بما فتح عليكم من الإِسلام.
وبَجَّه بالعصا وغيرها بَجّاً: ضربه بها عن عِراضٍ حيثما أَصابت منه. وبَجَّهُ بمكروه وشر وبلاء: رماه به.
والبَجَجُ: سَعَةُ العين وضَخْمُها. بَجَّ يَبَجُّ بَجَجاً، وهو بَجِيجٌ، والأُنثى بَجَّاءُ. وفلانٌ أَبَجُّ العين إذا كان واسعَ مَشَقِّ العين؛ قال ذو الرمة:

ومُخْتَلَقٍ لِلْمُلكِ أَبْيَضَ فَدْغَمٍ،

 

أَشَمَّ أَبَجَّ العَين، كالقَمَرِ البَدْرِ

وعينٌ بَجَّاءُ: واسعةٌ.
والبُجُّ: فَرخُ الحمام كالمُجِّ؛ قال ابن دريد: زعموا ذلك؛ قال: ولا أَدري ما صحتها.
والبَجَّةُ: صنم كان يُعبد من دون الله عز وجل، وبه فسر بعضهم ما تقدم من قوله، صلى الله عليه وسلم: إِنَّ اللهَ قَدْ أَراحَكمْ من الشَّجَّةِ والبَجَّة.
ورجل بَجْباجٌ وبَجْباجَةٌ: بادِنٌ مُمْتَلِئ منتفخ؛ وقيل: كثير اللحم غليظه. وجاريةٌ بَجْباجَةٌ: سمينة؛ قال أَبو النجم:

دارٌ لبَيْضاءَ حَصانِ السِّتـرِ،

 

بَجْباجَةِ البَدْنِ، هَضِيمِ الخَصْرِ

قال ابن السكيت: إذا كان الرجل سميناً ثم اضطرب لحمه، قيل: رجلٌ بَجْباجٌ وبَجْباجَةٌ؛ قال نقادة الأَسدي:

حتى تَرى البَجْباجَةَ الضَّيَّاطا،

يَمْسَحُ، لمَّا حالَفَ الإِغْباطا،

بالحَرْفِ مِنْ ساعِدِه، المُخاطا

الإِغباط: ملازمة الغبيط وهو الرَّحْل. قال ابن بري: قال ابن خالويه: البَجْباجُ الضَّخْمُ؛ وأَنشد الراعي:

كأَنَّ مِنْطَقَها لِيثَـتْ مَـعـاقِـدُهُ

 

بِواضِحٍ، من ذُرى الأَنْقاءِ، بَجْباجِ

مِنْطَقُها: إِزارها؛ يقول: كأَن إِزارها دِيرَ على نَقا رَمْلٍ، وهو الكثيب. ورمل بَجْباجٌ: مجتمعٌ ضَخْمٌ. وقال المفضل: بِرْذَوْنٌ بَجْباجٌ ضعيفٌ سريعُ العَرَق؛ وأَنشد:

فليس بالكابي ولا البَجْباجِ

ابن الأَعرابي: البُجُجُ الزِّقاق المُشَقَّقَة.
أَبو عمرو: حَبْلٌ جُباجِبٌ بُجابِجٌ: ضَخْمٌ.
والبَجْبَجَةُ: شيءٌ يفعله الإِنسان عند مناغاة الصبي بالفم. وفي حديث عثمان، رضي الله عنه: أَن هذا البَجْباجَ النَّفَّاج لا يدري أَيْنَ اللهُ، عز وجل؛ من البَجْبَجَةِ التي تُفْعَل عند مُناغاة الصبي. وبَجْباجٌ فَجْفاجٌ: كثير الكلام. والبَجْباجُ: الأَحمقُ. والنَّفَّاج: المتكبر.

بجح

البَجَحُ: الفَرَحُ، بَجِحَ بَجَحاً وبَجَحَ يَبْجَحُ وابْتَجَحَ: فَرِحَ؛ قال:

ثم اسْتَمرَّ بها شَيْحانُ مُبْتَجِحٌ

 

بالبَيْنِ عنك بما يَرْآك شَنْآنا

قال الجوهري: بَجِحَ بالشيء، وبَجَحَ به أَيضاً، بالفتح: لغة ضعيفة فيه.
وتَبَجَّحَ: كابْتَجَحَ. ورجل بَجَّاحٌ. وأَبْجَحَه الأَمْرُ وبَجَّحَه: أَفرحه. وفي حديث أُمِّ زَرْع؛ وبَجَّحَني فَبَجَحْتُ أَي فَرَّحَني فَفرِحْت، وقيل: عَظَّمني فعَظُمَتْ نَفْسِي عندي. وبَجَّحْتُه أَنا تَبْجِيحاً فَتَبَجَّحَ أَي أَفرحته فَفَرِح.
ورجل باجِحٌ: عظيم من قومٍ بُجَّحٍ وبُجْحٍ؛ قال رؤبة:

عليك سَيْبُ الخُلفاءِ البُجَّحِ

وتَبَجَّحَ به: فَخَرَ. وفلان يَتَبَجَّحُ علينا ويَتَمَجَّحُ إذا كان يَهْذي به إِعجاباً، وكذلك إذا تَمَزَّحَ به. اللحياني: فلان يَتَبَجَّحُ ويَتَمَجَّح أَي يفتخر ويباهي بشيءٍ ما، وقيل: يتعظم، وقد بَجِحَ يَبْجَحُ؛ قال الراعي:

وما الفَقْرُ عن أَرضِ العَشِيرةِ ساقَنا

 

إِليكَ، ولكنَّا بِقُـربـاكَ نَـبْـجَـحُ

بجد

بَجَدَ بالمكان يَبْجُدُ بُجوداً وبَجَداً؛ الأَخيرة عن كراع: كلاهما أَقام به؛ وبَجَّدَ تَبْجيداً أَيضاً، وبَجَدَت الإِبل بُجُوداً وبَجَّدَت: لزمت المرتع. وعنده بَجْدَة ذلك، بالفتح، أَي علمه؛ ومنه يقال: هو ابن بَجْدَتها للعالم بالشيءِ المتقن له المميز له، وكذلك يقال للدليل الهادي؛ وقيل: هو الذي لا يبرح، من قوله بَجَد بالمكان إذا أَقام. وهو عالم ببُجْدَة أَمرك وبَجْدة أَمرك وبُجُدَة أَمرك، بضم الباء والجيم، أَي بدخيلته وبطانته.
وجاءَنا بَجْدٌ من الناس أَي طَبَقٌ. وعليه بَجْدٌ من الناس أَي جماعة، وجمعه بُجُودٌ؛ قال كعب بن مالك:

تلوذ الـبُـجـودُ بـأَدرائنـا،

 

من الضُّرّ، في أَزَمات السّنينا

ويقال للرجل المقيم بالموضع: إِنه لَباجِدٌ؛ وأَنشد:

فكيف ولم تَنْفِطْ عَناقٌ، ولم يُرَعْ

 

سَوامٌ، بأَكناف الأَجِرَّة، باجِـدُ

والبَجْدُ من الخيل: مائة فأَكثر؛ عن الهجري. والبِجاد: كساءٌ مخطط من أَكسية الأَعراب، وقيل: إذا غزل الصوف بسرة ونسج بالصِّيصَة، فهو بِجاد، والجمع بُجُدٌ؛ ويقال للشُّقَّة من البُجُد: قَليحٌ، وجمعه قُلُح، قال: ورَفُّ البيت: أَن يَقْصُر الكِسْرُ عن الأَرض فيوصل بخرقة من البُجُد أَو غيرها ليبلغ الأَرض، وجمعه رُفوف. أَبو مالك: رفائف البيت أَكسية تعلق إِلى الآفاق حتى تلحق بالأَرض، ومنه ذو البِجادين وهو دليل النبي، صلى الله عليه وسلم، وهو عنبسة بن نهم المزني. قال ابن سيده: أُراه كان يلبس كساءَين في سفره مع سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وقيل: سماه رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بذلك لأَنه حين أَراد المصير إِليه قطعت أُمه بِجاداً لها قطعتين، فارتدى بإِحداهما وائتزر بالأُخرى. وفي حديث جبير بن مطعم: نظرت والناس يقتتلون يوم حنين إِلى مثل البِجاد الأَسود يهوي من السماءِ؛ البجاد: الكساءُ، أَراد الملائكة الذين أَيدهم الله بهم. وأَصبحت الأَرض بَجْدةً واحدة إذا طبقها هذا الجراد الأَسود. وفي حديث معاوية: أَنه مازح الأَحنف بن قيس فقال له: ما الشيءُ الملفف في البِجاد؟ قال: هو السخينة يا أَمير المؤمنين؛ الملفف في البِجاد: وطْبُ اللبن يلف فيه ليحمى ويدرك، وكانت تميم تعير بها، فلما مازحه معاوية بما يعاب به قومه مازحه الأَحنف بمثله. وبِجاد: اسم رجل، وهو بِجاد بن رَيْسان. التهذيب: بُجُودات في ديار سعد مواضع معروفة وربما قالوا بُجُودة؛ وقد ذكرها العجاج في شعره فقال: بَجَّدْن للنوح أَي أَقمن بذلك المكان.

بجرم

البَجارِمُ: الدواهِي.

بجس

البَجْسُ: انشقاق في قِرْبة أَو حجر أَو أَرض يَنْبُعُ منه الماءُ، فإِن لم يَنْبُعْ فليس بانْبِجاسٍ؛ وأَنشد:

وَكِيفَ غَرْبَيْ دالِجٍ تَبَجَّسا

وبَجَسْتُه أَبْجِسُه وأَبْجُسُه بَجْساً فانْبَجَسَ وبَجَّسْتُه فَتَبَجَّسَ، وماء بَجِيسٌ: سائل؛ عن كراع. قال اللَّه تعالى: فانبجست منه اثنتا عشرة عيناً. والسحابُ يَتَبَجَّسُ بالمطر، والانْبِجاسُ عامٌّ، والنُّبُوع للعين خاصة. وبَجَسْتُ الماءَ فانْبَجَسَ أَي فَجَرْتُه فانفجر.
وبَجَس الماءُ بنفسه يَبْجُسُ، يتعدّى ولا يتعدّى، وسحاب بُجْسٌ. وانْبَجَسَ الماءُ وتَبَجَّسَ أَي تفجر. وفي حديث حذيفة: ما منا رجل إِلا به آمَّةٌ يَبْجُسُها الظُّفُرُ إِلا الرَّجُلَيْن يعني عليّاً وعمر، رضي اللَّه عنهما. الآمّة: الشجة التي تبلغ أُمَّ الرأْس، ويَبجُسُها: يَفْجُرُها، وهو مَثَلٌ، أَرادَ أَنها نَغِلَة كثيرة الصديد، فإِن أَراد أَحد أَن يفجرها بظفره قدر على ذلك لامتلائها ولم يحتج إِلى حديدة يشقها بها، أَراد ليس منا أَحد إِلا وفيه شيء غير هذين الرجلين. ومنه حديث ابن عباس: أَنه دخل على معاوية وكأَنه قَزَعَةٌ يَتَبَجَّسُ أَي يتفجر. وجاءَنا بثريد يَتَبَجَّسُ أُدْماً. وبَجَّسَ المُخُّ: دخل في السُّلامى والعين فذهب، وهو آخر ما يبقى، والمعروف عند أَبي عبيد: بَخَّسَ.
وبَجْسَةُ: اسم عين.

بجل

التَّبجيل: التعظيم. بَجَّل الرجلَ: عَظَّمَه. ورجل بَجَال وبَجِيل: يُبَجِّله الناسُ، وقيل: هو الشيخ الكبير العظيم السيد مع جَمَال ونُبْل، وقد بَجُلَ بَجَالة وبُجُولاً، ولا توصف بذلك المرأَة. شمر: البَجَال من الرجال الذي يُبَجِّله أَصحابه ويسوِّدونه. والبَجِيل: الأَمر العظيم.
ورجل بَجَال: حَسَن الوجه. وكل غليظ من أَيِّ شيءٍ كان: بَجِيل. وفي الحديث: أَنه، عليه السلام، قال لِقَتْلى أُحُد: لَقِيتُم خيراً طويلاً، ووُقِيتُم شَرّاً بَجِيلاً، وسَبَقْتم سبقاً طويلاً. وفي الحديث: أَنه أَتَى القبور فقال: السلام عليكم أَصبتم خيراً بَجِيلاً أَي واسعاً كثيراً، من التبجيل التعظيم، أَو من البَجَال الضَّخْم. وأَمر بَجِيل: مُنْكَر عظيم. والبَاجل: المُخْصِب الحَسَنُ الحال من الناس والإِبل. ويقال للرجل الكثير الشحم: إِنه لباجل، وكذلك الناقة والجمل. وشيخ بَجَال وبَجِيل أَي جَسِيم؛ ورجل باجِل وقد بَجَل يَبْجُل بُجولاً: وهو الحسَن الجَسيمُ الخَصيب في جِسْمه؛ وأَنشد:

وأَنت بالبابِ سَمِينٌ باجِل

وبَجِلَ الرجلُ بَجَلاً: حسنت حاله، وقيل: فَرِحَ. وأَبْجَله الشيءُ إذا فَرِحَ به. والأَبْجَلُ: عِرْق غَلِيظ في الرِّجْلِ، وقيل: هو عِرْق في باطِنِ مَفْصِلِ الساق في المَأْبِض، وقيل: هو في اليد إِزَاءَ الأَكْحَل، وقيل: هو الأَبْجَلُ في اليد، والنَّسا في الرِّجْلِ، والأَبْهَرُ في الظَّهْر، والأَخْدَع في العُنُق؛ قال أَبو خراش:

رُزِئْتُ بَني أُمِّي، فلما رُزِئْتُـهـم

 

صَبَرْتُ، ولم أَقْطَعْ عليهم أَبَاجِلي

والأَبْجَل: عِرْق وهو من الفرس والبعير بمنزلة الأَكْحَل من الإِنسان.
قال أَبو الهيثم: الأَبْجَل والأَكْحَل والصّافِنُ عُروق نُقْصَدُ، وهي من الجداول لا من الأَوْرِدة. الليث: الأَبجلان عِرْقان في اليدين وهما في الأَكْحَلان من لَدُنِ المَنْكِب إِلى الكَتِف؛ وأَنشد:

عاري الأَشَاجِعِ لم يُبْجَل

أَي لم يُقْصَد أَبْجَلُه. وفي حديث سعد بن معاذ: أَنه رُمِيَ يوم الأَحزاب فقطعوا أَبْجَلَه؛ الأَبْجَل: عِرْق في باطن الذراع، وقيل: هو عرق غليظ في الرِّجل فيما بين العصب والعظم. وفي حديث المستهزئين: أَما الوليدبن المغيرة فأَوْمأَ جبريل إِلى أَبْجَله.
والبُجْل: البُهْتان العظيم، يقال: رميته ببُجْل؛ وقال أَبو دُوادٍ الإِيادي:

امرَأَ القَيْسِ بن أَرْوَى مُولِيا

 

إِن رآني لأَبُوأَنْ بسُـبَـد

.قُلْتَ بُجْلاً قلتَ قوْلاً كاذباً

 

إِنَّما يَمْنَعُني سَـيْفـي ويَد

قال الأَزهري: وغيره يقوله بُجْراً، بالراء، بهذا المعنى، قال: ولم أَسمعه باللام لغير الليث، قال: وأَرجو أَن تكون اللام لغة، فإِن الراء واللام متقارباً المخرج وقد تعاقباً في مواضع كثيرة. والبَجَلُ: العَجَب.والبَجْلة: الصغيرة من الشَّجَر؛ قال كثير:

وبِجتدِ مُغْزِلَةٍ تَـرُودُ بـوَجْـرَةٍ

 

بَجَلاتِ طَلْحٍ، قد خُرِفْنَ، وضَالِ

وبَجَلي كذا وبَجَلي أَي حَسْبي؛ قال لبيد:

بَجَلي الآنَ من العَيْشِ بَجَل

قال الليث: هو مجزوم لاعتماده على حركات الجيم وأَنه لا يتمكن في التصريف. وبَجَلْ: بمعنى حَسْب؛ قال الأَخفش هي ساكنة أَبداً. يقولون: بَجَلْك كما يقولون قَطْك إِلا أَنهم لا يقولون بَجَلْني كما يقولون قَطْني، ولكن يقولون بَجَلي وبَجْلي أَي حَسْبي، قال لبيد:

فَمَتى أَهْلِكْ فلا أَحْفِـلْـه

 

بَجَلي الآنَ من العَيْشِ بَجَل

وفي حديث لُقْمان بن عاد حين وصف إِخْوته لامرأَة كانوا خَطَبوها، فقال لقمانُ في أَحدهم: خُذي مني أَخي ذا البَجَل؛ قال أَبو عبيدة: معناه الحَسْبُ والكِفَاية؛ قال: ووجهه أَنه ذَمَّ أَخاه وأَخبر أَنه قَصير الهِمَّة وأَنه لا رَغْبَة له في مَعالي الأُمور، وهو راضٍ بأَن يُكْفَي الأُمور ويكونَ كَلاٍّ على غيره، ويقول حَسْبي ما أَنا فيه؛ وأَما قوله في أَخيه الآخر: خُذِي مني أَخي ذا البَجْلة يحمل ثِقْلي وثِقْله، فإِن هذا مدح ليس من الأَوَّل، يقال: ذو بَجْلة وذو بَجَالة، وهو الرُّوَاءُ والحُسْن والحَسَب والنُّبْل، وبه سمي الرجل بَجَالة. إِنه لذو بَجْلة أَي شارة حَسَنَة، وقيل: كانت هذه أَلْقاباً لهم، وقيل: البَجَال الذي يُبَجِّله الناس أَي يعظمونه. الأَصمعي في قوله خذي مني أَخي ذا البَجَلَ: رجل بَجَالٌ وبَجيل إذا كان ضَخْماً؛ قال الشاعر:

شَيْخاً بَجَالاً وغُلاماً حَزْوَرَا

ولم يفسر قوله أَخي ذا البجلة، وكأَنه ذهب به إِلى معنى البَجَل. الليث: رجل ذو بَجَالة وبَجْلة وهو الكَهْل الذي تَرَى له هَيئة وتَبْجيلاً وسِنّاً، ولا يقال امرأَة بَجَالة. الكسائي: رجل بَجَال كبير عظيم. أَبو عمرو: البَجَال الرجل الشيخ السيد؛ قال زهير ابن جناب الكلبي، وهو أَحد المُعَمَّرين:

أَبَنِيَّ، إِن أَهْلِكْ فإِنـي

 

قد بَنَيْتُ لكـن بَـنـيَّه

وجَعَلْتُـكُـم أَوْلادَ سـا

 

دات، زِنـاُكُـم وَرِيّة

من كل ما نالَ الفَتَـى

 

قد نِلْتُه، إِلا التَّـحِـيّة

فالمَوْتُ خَيْرٌ للفَـتَـى

 

فَليَهْلِكَنْ وبه بَـقِـيّه،

مِن أَن يرى الشَّيخ البَجَا

 

لَ يُقادُ، يُهْدَى بالعَشِيّه

ولَقَدْ شَهِدْتُ النارَ لِـلْ

 

أَسْلافِ تُوقَد في طَمّيه

وخَطَبْـتُ خُـطْـبَة حـازِمٍ

 

غَيْرِ الضعيفِ ولا العَـيِيّه

ولقدْ غَدَوْتُ بمُـشـرِف ال

 

حَجَباتِ لم يَغْمِزْ شَـظـيّه

فأَصَبْتُ من بَقَر الـحـبـا

 

ب، وصِدتُ من حُمُر القِفّيه

ولقد رَحَلْـت الـبـازِلَ ال

 

كَوْماءَ، لَيْسَ لـهـا وَلـيّه

فجعل قوله يُهْدَى بالعَشِيّة حالاً ليُقاد كأَنه قال يُقاد مَهْدِيّاً، ولولا ذلك لقال ويُهْدَى بالواو. وقد أَبْجَلَني ذلك أَي كَفاني؛ قال الكميت يمدح عبد الرحيم بن عَنْبَسَة بن سعيد بن العاص:

وعَبْدُ الرَّحيم جِمَاعُ الأُمُور

 

إِليه انْتَهى اللَّقَمُ المُعْمَـلُ

إِليه مَوارِدُ أَهلِ الخَصَاص

 

ومِنْ عنده الصَّدَرُ المُبْجِلُ

اللَّقَم: الطريق الواضح، والمُعْمَل: الذي يكثر فيه سير الناس، والمَوارِدُ: الطُّرُقُ، واحدتها مَوْرِدَةٌ؛ وأَهل الخَصاص: أَهْلُ الحاجة، وجِماعُ الأُمور: تَجتمع إِليه أُمور الناس من كل ناحية. أَبو عبيد: يقال بَجَلك دِرْهَمٌ وبَجْلُك درهمٌ. وفي الحديث: فأَلقى تَمَراتٍ في يده وقال: بَجَلي من الدنيا أَي حَسْبي منها؛ ومنه قول الشاعر يوم الجَمَل:

نحن بَني ضَبَّة أَصحابُ الجَمَل

 

رُدُّوا عَلَيْنا شَيْخَنا ثُمَّ بَـجَـل

أَي ثمَّ حَسْبُ؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:

مَعاذَ العَزيز الله أَنْ يُوطِنَ الهَوَى

 

فُؤَادِيَ إِلْفاً، لَيْسَ لي بِبَـجِـيل

فسره فقال: هو من قولك بَجَلي كذا أَي حَسْبي، وقال مرة: ليس بمُعَظِّم لي، وليس بِقَوِيٍّ، وقال مرة: ليس بعظيم القدر مُشْبِه لي. وبَجَّل الرجلَ: قال له بَجَلْ أَي حَسْبُك حيث انتهيت؛ قال ابن جني: ومنه اشتق الشيخ البَجَال والرجل البَجِيل والتبجيل. وبَجيلَة: قبيلة من اليمن والنسبة إِليهم بَجَلِيٌّ، بالتحريك، ويقال إِنهم من مَعَدّ لأَن نزار بن مَعَدّ وَلَدَ مُضَرَ وربيعة وإِياداً وأَنماراً ثم إِن أَنماراً وَلَد بَجيلة وخَثْعَم فصاروا باليمن؛ أَلا ترى أَن جرير ابن عبدِ الله البَجَلي نافر رجلاً من اليَمَن إِلى الأَقْرَع ابن حابس التَّمِيمي حَكَم العرب فقال:

يا أَقْرَعُ بنَ حابـسٍ يا أَقْـرَعُ

 

إِنك إِن يُصْرَعْ أَخُوك تُصْرَعُ

فجعل نفسه له أَخاً، وهو مَعَدِّيٌّ، وإِنما رفع تُصْرَع وحقُّه الجزم على إِضمار الفاء كما قال عبد الرحمن ابن حسان:

مَنْ يَفْعَلِ الحَسَناتِ، اللهُ يشكرُها

 

والشَّرُّ بالشرِّ عندَ الله مِثْـلانِ

اي فالله يشكرها، ويكون ما بعد الفاء كلاماً مبتدأً، وكان سيبوبه يقول: هو على تقديم الخبر كأَنه قال إِنك تُصْرع إِن يصرع أَخوك، وأَما البيت الثاني فلا يختلفون أَنه مرفوع بإِضمار الفاء؛ قال ابن بري: وذكر ثعلب أَن هذا البيت للحصين بن القعقاع والمشهور أَنه لجرير. وبَنُو بَجْلة: حَيٌّ من العرب؛ وقول عمرو ذي الكلب:

بُجَيْلَةُ يَنْذِروا رَمْيِي وفَهْمٌ

 

كذلك حالُهم أَبَداً وحالي

إِنما صَغَّر بَجْلَة هذه القبيلَة. وبنو بَجالة: بطن من ضَبَّة.
التهذيب: بَجْلَة حَيٌّ من قيس عَيْلانَ. وبَجْلَة: بطن من سُلَيِّم، والنسبة إِليهم بَجْليٌّ، بالتسكين؛ ومنه قول عنترة:

وآخَر منهم أَجْرَرْتُ رُمْحي

 

وفي البَجَلِيِّ مِعْبَلَةٌ وَقـيعُ

بجم

بَجَم الرجلُ يَبْجِمُ بَجْماً وبُجُوماً: سكت من هيبة أو عِيٍّ.
ورأَيت بَجْماً من الناس وبَجْداً أَي جماعة. والبَجْمُ: الجماعة الكثيرة.

بحت

البَحْتُ: الخالِصُ من كل شيءٍ؛ يقال: عَرَبيٌّ بَحْتٌ، وأَعْرابيّ بَحْتٌ، وعَرَبيةٌ بَحْتةٌ، كقولك مَحْضٌ. وخَمْرٌ بحْتٌ، وخُمُورٌ بَحْتةٌ، والتذكير بَحْتٌ. الجوهري: عَرَبيٌّ بَحْت أَي مَحْضٌ، وكذلك المؤَنث والاثنان والجمع؛ وإِن شئت قلت: امرأَة عربية بَحْتة، وثَنَّيْتَ، وجَمَعْتَ؛ وقال بعضهم: لا يثنى، ولا يجمع، ولا يُحْقَّر. وأَكلَ الخُبزَ بَحْتاً: بغير أُدْم. وأَكل اللَّحْم بَحْتاً: بغير خُبز؛ وقال أَحمد بن يحيى: كلُّ ما أُكِلَ وحْدَه، مما يُؤْدَمُ، فهو بَحْتٌ، وكذلك الأُدْم دون الخُبز، والبَحْتُ: الصِّرْفُ. وشَرابٌ بَحْتٌ: غير ممزوج. وقد بَحُتَ الشيءُ، بالضم، أَي صار بَحْتاً.
ويقال: بَرْدٌ بَحْتٌ لَحْتٌ أَي شديد.
ويقال: باحَتَ فلانٌ القِتالَ إذا صَدَقَ القِتالَ وجَدَّ فيه؛ وقيل: البَراكاءُ مُباحَتةُ القِتال.
وباحَتَه الوُدَّ أَي خالَصَه؛ ابن سيده: وباحَتَه الوُدَّ، أَخْلَصَه له. وباحَتَ الرجلُ الرجلَ: كاشَفَه.
وفي حديث أَنس: اختضب عمر بالحِنَّاءِ بَحْتاً؛ البَحْتُ: الخالص الذي لا يُخالِطُه شيءٌ. وفي حديث عمر، رضي اللَّه عنه: أَنه كتب إِليه أَحَدُ عُمَّاله من كُورةٍ، ذَكَرَ فيها غَلاءَ العَسل، وكَرِهَ للمسلمين مُباحَتةً الماءِ أَي شُرْبه بَحْتاً، غير ممزوج بعَسَلٍ أَو غيره؛ قيل: أَراد بذلك ليكونَ أَقوى لهم.

بحث

البَحْثُ: طَلَبُكَ الشيءَ في التُّراب؛ بَحَثَه يَبْحَثُه بَحْثاً، وابْتَحَثَه.
وفي المثل: كالباحِثِ عن الشَّفْرة. وفي آخر: كباحِثةٍ عن حَتْفها بظِلْفها؛ وذلك أَن شاةً بَحَثَتْ عن سِكِّين في التراب بظِلْفِها ثم ذُبِحَتْ به.
الأَزهري: البَحُوثُ من الإِبل التي إذا سارتْ بحثت الترابَ بأَيديها أُخُراً أَي ترمِي إِلى خَلْفِها؛ قاله أَبو عمرو. والبَحوثُ: الإِبلُ تَبْتَحثُ الترابَ بأَخْفافِها، أُخُراً في سَيرها.
والبَحْثُ: أَن تَسْأَل عن شيء، وتَسْتَخْبر.
وبَحَثَ عن الخَبر وبَحَثَه يَبْحَثُه بَحْثاً: سأَل، وكذلك اسْتَبْحَثَه، واسْتَبْحَثَ عنه. الأَزهري: اسْتَبْحَثْتُ وابْتَحَثْتُ وتَبَحَّثْتُ عن الشيء، بمعنى واحد أَي فَتَّشْتُ عنه.
والبَحْث: الحَيَّةُ العظيمة لأَنها تَبْحَثُ التُّرابَ.
وتَرَكْتُه بمباحِثِ البَقَر أَي بالمكان القَفْر؛ يعني بحيثُ لا يُدْرى أَين هو.
والباحِثاء، من جِحرَة اليرابيع: تُرابٌ يُخَيَّلُ إِليكَ أَنه القاصِعاء، وليس بها، والجمعُ باحِثاواتُ. وسُورةُ بَراءةَ كان يقال لها: البُحُوثُ، سمِّيت بذلك لأَنها بَحَثَتْ عن المنافقين وأَسرارهم أَي اسْتَثارتْها وفَتَشَتْ عنها. وفي حديث المِقداد: أَبَتْ علينا سُورةُ البُحوثِ، انْفِرُوا خِفافاً وثِقالاً؛ يعني سورةَ التوبة. والبُحوثُ: جمع بَحْثٍ. قال ابن الأَثير: ورأَيت في الفائق سورة البَحُوث، بفتح الباء، قال: فإِن صحت، فهي فَعُول من أَبنية المبالغة، ويقع على الذكر والأُنثى، كامرأَة صَبور، ويكون في باب إِضافة الموصوف إِلى الصفة.
وقال ابن شميل: البُحَّيْثى مثال خُلَّيْطَى: لُعْبة يَلْعَبون بها بالتراب كالبُحْثَة. وقال شمر: جاء في الحديث أَن غُلامين كانا يَلْعَبانِ البُحْثَةَ وهو لعبٌ بالتراب. قال: البَحْثُ المَعْدِنُ يُبْحَثُ فيه عن الذَّهَبِ والفِضَّةِ. قال: والبُحاثَة التُّراب الذي يُبْحَثُ عما يُطْلَبُ فيه.

بحح

البُحَّة والبَحَحُ والبَحاحُ والبُحُوحةُ والبَحاحةُ: كلُّه غِلَظٌ في الصوت وخُشُونة، وربماكان خِلْقَةً. بَحَّ يَبَحُّ ويَبُحُ: كذا أَطلقه أَهل التَّجْنِيسِ وحَلَّه ابنُ السكيت فقال: بَحِجْتَ، بالكسر، تَبَحُّ بَحَحاً. وفي الحديث: فأَخَذَتِ النبيَّ، صلى الله عليه وسلم، بُحَّةٌ؛ البُحَّةُ، بالضم: غِلَظٌ في الصوت. يقال: بَحَّ يَبُحُّ بُحوحاً، وإِن كان من داء، فهو البُحاحُ. ورجل أَبَحُّ بَيِّنُ البَحَحِ إذا كان ذلك فيه خلقة. قال الأَزهري: البَحَحُ مصدر الأَبَحِّ. قال ابن سيده: وأُرى اللحياني حكى بَحَحْتَ تَبْحَحُ، وهي نادرة لأَن مثل هذا إِنما يدغم ولا يفك، وقال: رجل أَبَحُّ ولا يقال باحٌّ؛ وامرأَة بَحَّاءُ وبَحَّة؛ وفي صوته بُحَّة، بالضم.
ويقال: ما زِلْتُ أَصِيحُ حتى أَبَحَّني ذلك. قال الأَزهري: بحِحْتُ أَبَحُّ هي اللغة العالية، قال: وبَحَحْتُ، بالفتح، أَبَحُّ، لغة؛ وقول الجعْدي يصف الدينار:

وأَبَحَّ جُنْدِيٍّ، وثاقِبةٍ سُبِكَتْ

 

كَثاقِبةٍ من الـجَـمْـرِ

أَراد بالأَبَحِّ: ديناراً أَبَحَّ في صوته. جُنْدِيّ: ضُرِبَ بأَجْنادِ الشام. والثاقبة: سَبِيكَة من ذهب تَثْقُبُ أَي تتقد. والبَحَحُ في الإِبل: خُشُونة وحَشْرَجةٌ في الصدر. بعير أَبَحُّ وعيودٌ أَبَحُّ: غليظ الصوت. والبَمُّ يُدْعى الأَبَحَّ لغلظ صوته. وشَحِيحٌ بَحِيحٌ، إِتباع، والنون أَعلى، وسنذكره. والبُحُّ: جمع أَبَحّ. والبُحُّ: القِداحُ التي يُسْتَقْسَمُ بها؛ قال خُفافُ بنُ نُدْبَةَ السُّلَمِيُّ:

إِذا الحَسْناءُ لم تَرْحَضْ يَدَيْهـا

 

ولم يُقْصَرْ لها بَصَرٌ بِسِـتْـرِ

قَرَوْا أَضْيافَهُمْ رَبَحـاً بِـبُـحٍّ

 

يَعِيشُ بفَضْلِهِنَّ الحَيُّ سُمْـرِ

هُمُ الأَيْسارُ، إِنْ قَحَطَتْ جُمادى

 

بكلِّ صَبِيرِ غـاديةٍ وقَـطْـرِ

قال: والصبير من السحاب الذي يصير بعضه فوق بعض دَرَجاً، ويروى: يجيء بفضلهم المَشّ أَي المَسح. أَراد بالبُحِّ القِداحَ التي لا أَصوات لها.
والرِّيحُ، بفتح الراء: الشحم. وكِسْرٌ أَبَحُّ: كثير المُخِّ؛ قال: وعاذِلَةٍ هَبَّتْ بليلٍ تَلُومُني، وفي كَفِّها كِسْرٌ أَبَحُّ رَذُومُ ردوم: يسيل وَدَكُه.
الفراء: البَحْبَحِيُّ الواسع في النفقة، الواسع في المنزل. وتَبَحْبَحَ في المجدِ أَي أَنه في مَجْدٍ واسع. وجعل الفراء التَّبَحْبُحَ مِن الباحَة، ولم يجعله من المضاعف.
ويقال: القوم في ابْتِحاحٍ أَي في سَعَةٍ وخِصْب. والأَبَحُّ: من شُعراء هُذَيْل ودُهاتهم. والبُحْبوحةُ: وَسَطُ المَحَلَّةِ. وبُحْبوحةُ الدار: وسطها؛ قال جرير:

قَوْمِي تَمِيمٌ، هُمُ القومُ الذين هُمُ

 

يَنْفُونَ تَغْلِبَ عن بُحْبوحةِ الدارِ

وفي الحديث: أَنه، صلى الله عليه وسلم، قال: مَن سَرَّه أَن يَسْكُن بُحْبُوحة الجنة فَلْيَلْزَمِ الجماعَةَ، فإِن الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أَبعد؛ قال أَبو عبيد: أَراد بحبوحة الجنة وسطها. قال: وبُحْبُوحة كل شيء وسطه وخياره.
ويقال: قد تَبَحْبَحْتُ في الدار إذا تَوَسَّطْتَها وتمكنت منها.

والتَّبَحْبُح: التمكن في الحلول والمُقامِ. وقد بَحْبَحَ وتَبَحْبَحَ إذا تمكن وتوسط المنزل والمقام؛ قال: ومنه حديث غناء الأَنصارية: وأَهْدة لها أَكْبُشاً،تَبَحْبَحُ في المِرْبَدِ وزَوْجُكِ في النادي،ويَعْلَمُ ما في غَدِ أَي متكمنة في المِربَد، وهو الموضع. وفي حديث خزيمة: تَفَطَّرَ اللِّحاءُ وتَبَحْبَحَ الحَياءُ أَي اتسع الغيث وتمكن من الأَرض. قال الأَزهري: وقال أَعرابي في امرأَة ضربها الطلق: تركتها تَبَحْبَحُ على أَيدي القوابل. وقال اللحياني: زعم الكسائي أَنه سمع رجلاً من بني عامر يقول: إذا قيل لنا أَبَقِيَ عِندكم شيء؟ قلنا: بَحْباحِ أَي لم يَبْقَ. وذكر الأَزهري: والبَحَّاءُ في البادية رابيةٌ تُعرف برابية البَحَّاءِ؛ قال كعب:

وظَلَّ سَراةُ القومِ تُبْرِم أَمرَه

 

بِرابِيَةِ البَحَّاءِ، ذاتِ الأَيايِلِ

بحدل

البَهْدَلة والبَحْدَلة: الخفة في السعي. ابن الأَعرابي: بحْدَل الرجلُ إذا مالت كتفه. الأَزهري: سمعت أَعرابيّاً يقول لصاحب له: بَحْدِلْ؛ يأْمره بالإِسراع في مشيه. وبَحْدَلٌ: اسم رجل.

بحر

البَحْرُ: الماءُ الكثيرُ، مِلْحاً كان أَو عَذْباً، وهو خلاف البَرِّ، سمي بذلك لعُمقِهِ واتساعه، قد غلب على المِلْح حتى قَلّ في العَذْبِ، وجمعه أَبْحُرٌ وبُحُورٌ وبِحارٌ. وماءٌ بَحْرٌ: مِلْحٌ، قَلَّ أَو كثر؛ قال نصيب:

وقد عادَ ماءُ الأَرضِ بَحْـراً فَـزادَنـي

 

إِلى مَرَضي، أَنْ أَبْحَرَ المَشْرَبُ العَذْبُ

قال ابن بري: هذا القولُ هو قولُ الأُمَوِيّ لأَنه كان يجعل البحر من الماء الملح فقط. قال: وسمي بَحْراً لملوحته، يقال: ماءٌ بَحْرٌ أَي مِلْحٌ، وأَما غيره فقال: إِنما سمي البَحْرُ بَحْراً لسعته وانبساطه؛ ومنه قولهم إِن فلاناً لَبَحْرٌ أَي واسع المعروف؛ قال: فعلى هذا يكون البحرُ للملْح والعَذْبِ؛ وشاهدُ العذب قولُ ابن مقبل:

ونحنُ مَنَعْنا البحرَ أَنْ يَشْرَبُوا به

 

وقد كانَ مِنْكُمْ ماؤه بِمَـكَـانِ

وقال جرير:

أَعْـطَـوْا هُـنَـيْدَةَ تَحْدُوها ثـمانِيَةٌ

 

ما في عطائِهمُ مَنَّ ولا سَـرَفُ

كُوماً مَهارِيسَ مَثلَ الهَضْبِ، لو وَرَدَتْماءَ الفُراتِ، لَكادَ البَحْرُ يَنْتَزِفُ

 

 

وقال عديّ بن زيد:  

وتَذَكَّرْ رَبِّ الخُوَرْنَـقِ إِذْ أَشْ

 

رَفَ يوماً، وللْهُدَى تَـذْكِـيرُ

سَرَّه مالُهُ وكَـثْـرَةُ مـا يَمْ

 

لِكُ، والبحرُ مُعْرِضاً والسَّدِيرُ

أَراد بالبحر ههنا الفرات لأَن رب الخورنق كان يشرِفُ على الفرات؛ وقال الكميت:

أُناسٌ، إذا وَرَدَتْ بَحْـرَهُـمْ

 

صَوادِي العَرائِبِ، لم تُضْرَبِ

وقد أَجمع أَهل اللغة أَن اليَمَّ هو البحر. وجاءَ في الكتاب العزيز: فَأَلْقِيهِ في اليَمِّ؛ قال أَهل التفسير: هو نيل مصر، حماها الله تعالى.
ابن سيده: وأَبْحَرَ الماءُ صار مِلْحاً؛ قال: والنسب إِلى البحر بَحْرانيٌّ على غير قياس. قال سيبويه: قال الخليل: كأَنهم بنوا الاسم على فَعْلان. قال عبدا محمد بن المكرم: شرطي في هذا الكتاب أَن أَذكر ما قاله مصنفو الكتب الخمسة الذين عينتهم في خطبته، لكن هذه نكتة لم يسعني إِهمالها.
قال السهيلي، رحمه الله تعالى: زعم ابن سيده في كتاب المحكم أَن العرب تنسب إِلى البحر بَحْرانيّ، على غير قياس، وإِنه من شواذ النسب، ونسب هذا القول إِلى سيبويه والخليل، رحمهما الله تعالى، وما قاله سيبويه قط، وإِنما قال في شواذ النسب: تقول في بهراء بهراني وفي صنعاء صنعاني، كما تقول بحراني في النسب إلى البحرين التي هي مدينة، قال: وعلى هذا تلقَّاه جميع النحاة وتأَوَّلوه من كلام سيبويه، قال: وإِنما اشتبه على ابن سيده لقول الخليل في هذه المسأَبة أَعني مسأَلة النسب إِلى البحرين، كأَنهم بنوا البحر على بحران، وإِنما أَراد لفظ البحرين، أَلا تراه يقول في كتاب العين: تقول بحراني في النسب إِلى البحرين، ولم يذكر النسب إِلى البحر أَصلاً، للعلم به وأَنه على قياس جار. قال: وفي الغريب المصنف عن الزيدي أَنه قال: إِنما قالوا بَحْرانيٌّ في النسب إِلى البَحْرَيْنِ، ولم يقولوا بَحْرِيٌّ ليفرقوا بينه وبين النسب إلى البحر. قال: ومازال ابن سيده يعثر في هذا الكتاب وغيره عثرات يَدْمَى منها الأَظَلُّ، ويَدْحَضُ دَحَضَات تخرجه إِلى سبيل من ضل، أَلاّ تراه قال في هذا الكتاب، وذكر بُحَيْرَة طَبَرَيَّة فقال: هي من أَعلام خروج الدجال وأَنه يَيْبَسُ ماؤُها عند خروجه، والحديث إِنما جاء في غَوْرٍ زُغَرَ، وإِنما ذكرت طبرية في حديث يأْجوج ومأْجوج وأَنهم يشربون ماءها؛ قال: وقال في الجِمَار في غير هذا الكتاب: إِنما هي التي ترمي بعرفة وهذه هفوة لا تقال، وعثرة لا لَعاً لها؛ قال: وكم له من هذا إذا تكلم في النسب وغيره. هذا آخر ما رأَيته منقولاً عن السهيلي.
ابن سيده: وكلُّ نهر عظيم بَحْرٌ. الزجاج: وكل نهر لا ينقطع ماؤُه، فهو بحر. قال الأَزهري: كل نهر لا ينقطع ماؤه مثل دِجْلَةَ والنِّيل وما أَشبههما من الأَنهار العذبة الكبار، فهو بَحْرٌ. و أَما البحر الكبير الذي هو مغيض هذه الأَنهار فلا يكون ماؤُه إِلاَّ ملحاً أُجاجاً، ولا يكون ماؤه إِلاَّ راكداً؛ وأَما هذه الأَنهار العذبة فماؤُها جار، وسميت هذه الأَنهار بحاراً لأَنها مشقوقة في الأَرض شقّاً. ويسمى الفرس الواسع الجَرْي بَحْراً؛ ومنه قول النبي، صلى الله عليه وسلم، في مَنْدُوبٍ فَرَسِ أَبي طلحة وقد ركبه عُرْياً: إِني وجدته بَحْراً أَي واسع الجَرْي؛ قال أَبو عبيدة: يقال للفرس الجواد إِنه لَبَحْرٌ لا يُنْكَش حُضْرُه. قال الأَصمعي: يقال فَرَسٌ بَحْرٌ وفَيضٌ وسَكْبٌ وحَثٌّ إذا كان جواداً كثيرَ العَدْوِ وفي الحديث: أَبى ذلك البَحرُ ابنُ عباس؛ سمي بحراً لسعة علمه وكثرته. والتَّبَحُّرُ والاستِبْحَارُ: الانبساط والسَّعة.
وسمي البَحْرُ بَحْراً لاسْتبحاره، وهو انبساطه وسعته. ويقال: إِنما سمي البَحْر بَحْراً لأَنه شَقَّ في الأَرض شقّاً وجعل ذلك الشق لمائه قراراً. والبَحْرُ في كلام العرب: الشَّقُّ. وفي حديث عبد المطلب: وحفر زمزم ثم بَحَرَها بَحراً أَي شقَّها ووسَّعها حتى لا تُنْزَفَ؛ ومنه قيل للناقة التي كانوا يشقون في أُذنها شقّاً: بَحِيرَةٌ. وبَحَرْتُ أُذنَ الناقة بحراً: شققتها وخرقتها. ابن سيده: بَحَرَ الناقةَ والشاةَ يَبْحَرُها بَحْراً شقَّ أُذنها بِنِصْفَين، وقيل: بنصفين طولاً، وهي البَحِيرَةُ، وكانت العرب تفعل بهما ذلك إذا نُتِجَتا عشرةَ أَبْطن فلا يُنْتَفَع منهما بلبن ولا ظَهْرٍ، وتُترك البَحِيرَةُ ترعى وترد الماء ويُحَرَّمُ لحمها على النساء، ويُحَلَّلُ للرجال، فنهى الله تعالى عن ذلك فقال: ما جَعَلَ اللهُ من بَحِيرَةٍ ولا سائبةٍ ولا وصِيلةٍ ولا حامٍ؛ قال: وقيل البَحِيرَة من الإِبل التي بُحِرَتْ أُذنُها أَي شُقت طولاً، ويقال: هي التي خُلِّيَتْ بلا راع، وهي أَيضاً الغَزِيرَةُ، وجَمْهُها بُحُرٌ، كأَنه يوهم حذف الهاء. قال الأَزهري: قال أَبو إِسحق النحوي: أَثْبَتُ ما روينا عن أَهل اللغة في البَحِيرَة أَنها الناقة كانت إذا نُتِجَتْ خَمْسَةَ أَبطن فكان آخرها ذكراً، بَحَرُوا أُذنها أَي شقوها وأَعْفَوا ظهرها من الركوب والحمل والذبح، ولا تُحلأُ عن ماء ترده ولا تمنع من مرعى، وإِذا لقيها المُعْيي المُنْقَطَعُ به لم يركبها. وجاء في الحديث: أَن أَوَّل من بحر البحائرَ وحَمَى الحامِيَ وغَيَّرَ دِين إِسمعيل عَمْرُو بن لُحَيِّ بن قَمَعَة بنِ جُنْدُبٍ؛ وقيل: البَحِيرَةُ الشاة إذا ولدت خمسة أَبطُن فكان آخرها ذكراً بَحَرُوا أُذنها أَي شقوها وتُرِكَت فلا يَمَسُّها أَحدٌ. قال الأَزهري: والقول هو الأَوَّل لما جاء في حديث أَبي الأَحوص الجُشَمِيِّ عن أَبيه أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال له: أَرَبُّ إِبلٍ أَنتَ أَم ربُّ غَنَمٍ؟ فقال: من كلٍّ قد آتاني اللهُ فأَكْثَرَ، فقال: هل تُنْتَجُ إِبلُك وافيةً آذانُها فَتَشُقُّ فيها وتقول بُحُرٌ؟ يريد به جمع البَحِيرة. وقال الفرّاء: البَحِيرَةُ هي ابنة السائبة، وقد فسرت السائبة في مكانها؛ قال الجوهري: وحكمها حكم أُمها. وحكى الأَزهري عن ابن عرفة: البَحيرة الناقة إذا نُتِجَتْ خمسة أَبطن والخامس ذكر نحروه فأَكله الرجال والنساء، وإِن كان الخامس أُنثى بَحَروا أُذنها أَي شقوها فكانت حراماً على النساء لحمها ولبنها وركوبها، فإِذا ماتت حلت للنساء؛ ومنه الحديث: فَتَقَطَعُ آذانَها فتقُولُ بُحُرٌ؛ وأَنشد شمر لابن مقبل:

فيه من الأَخْرَجِ المُرْتَاعِ قَرْقَرَةٌهَدْرَ الدَّيامِيِّ وَسْطَ الهجْمَةِ البُحُرِ

البُحُرُ: الغِزارُ. والأَخرج: المرتاعُ المُكَّاءٌ. وورد ذكر البَحِيرة في غير موضع: كانوا إذا ولدت إِبلهم سَقْباً بَحَروا أُذنه أَي شقوها، وقالوا: اللهم إِن عاش فَقَنِيٌّ، وإِن مات فَذَكيٌّ؛ فإِذا مات أَكلوه وسموه البحيرة، وكانوا إذا تابعت الناقة بين عشر إِناث لم يُرْكب ظهرُها، ولم يُجَزّ وبَرُها، ولم يَشْرَبْ لَبَنَها إِلا ضَيْفٌ، فتركوها مُسَيَّبَةً لسبيلها وسموَّها السائبة، فما ولدت بعد ذلك من أُنثى شقوا أُذنها وخلَّوا سبيلها، وحرم منها ما حرم من أُمّها، وسَمّوْها البحِيرَةَ، وجمعُ البَحِيرَةِ على بُحُرٍ جمعٌ غريبٌ في المؤنث إِلا أَن يكون قد حمله على المذكر، نحو نَذِيرٍ ونُذُرٍ، على أَن بَحِيرَةً فعيلة بمعنى مفعولة نحو قتيلة؛ قال: ولم يُسْمَعْ في جمع مثله فُعُلٌ، وحكى الزمَخْشري بَحِيرَةٌ وبُحُرٌ وصَريمَةٌ وصُرُمٌ، وهي التي صُرِمَتْ أُذنها أَي قطعت. واسْتَبْحَرَ الرجل في العلم والمال وتَبَحَّرَ: اتسع وكثر ماله.
وتَبَحَّرَ في العلم: اتسع. واسْتَبْحَرَ الشاعرُ إذا اتَّسَعَ في القولِ؛ قال الطرماح:

بِمِثْلِ ثَنائِكَ يَحْلُو المـديح

 

وتَسْتَبْحِرُ الأَلسُنْ المادِحَهْ

وفي حديث مازن: كان لهم صنم يقال له باحَر، بفتح الحاء، ويروى بالجيم.
وتَبَحَّر الراعي في رعْيٍ كثير: اتسع، وكلُّه من البَحْرِ لسعته.
وبَحِرَ الرجلُ إذا رأَى البحر فَفَرِقَ حتى دَهِشَ، وكذلك بَرِقَ إذا رأَى سَنا البَرْقِ فتحير، وبَقِرَ إذا رأَى البَقَرَ الكثيرَ، ومثله خَرِقَ وعَقِرَ. ابن سيده: أَبْحَرَ القومُ ركبوا البَحْرَ. ويقال للبَحْرِ الصغير: بُحَيْرَةٌ كأَنهم توهموا بَحْرَةً وإِلا فلا وجه للهاء، وأَما البُحَيْرَةُ التي في طبرية وفي الأَزهري التي بالطبرية فإِنها بَحْرٌ عظيم نحو عشرة أَميال في ستة أَميال وغَوْرُ مائها، وأَنه علامة لخروج الدجال تَيْبَس حتى لا يبقى فيها قطرة ماء، وقد تقدم في هذا الفصل ما قاله السهيلي في هذا المعنى.
وقوله: يا هادِيَ الليلِ جُرْتَ إِنما هو البَحْرُ أَو الفَجْرُ؛ فسره ثعلب فقال: إِنما هو الهلاك أَو ترى الفجر، شبه الليل بالبحر. وقد ورد ذلك في حديث أَبي بكر، رضي الله عنه: إِنما هو الفَجْرُ أَو البَجْرُ، وقد تقدم؛ وقال: معناه إِن انتظرت حتى يضيء الفجر أَبصرب الطريق، وإِن خبطت الظلماء أَفضت بك إِلى المكروه. قال: ويروى البحر، بالحاء، يريد غمرات الدنيا شبهها بالبحر لتحير أَهلها فيها.
والبَحْرُ: الرجلُ الكريمُ الكثيرُ المعروف. وفَرسٌ بَحْرٌ: كثير العَدوِ، على التشبيه بالبحر. والبَحْرُ: الرِّيفُ، وبه فسر أَبو عليّ قوله عز وجل: ظهر الفساد في البَرِّ والبَحْرِ؛ لأَن البحر الذي هو الماء لا يظهر فيه فساد ولا صلاح؛ وقال الأَزهري: معنى هذه الآية أَجدب البر وانقطعت مادة البحر بذنوبهم، كان ذلك ليذوقوا الشدَّة بذنوبهم في العاجل؛ وقال الزجاج: معناه ظهر الجدب في البر والقحط في مدن البحر التي على الأَنهار؛ وقول بعض الأَغفال: وأَدَمَتْ خُبْزِيَ من صُيَيْرِ، مِنْ صِيرِ مِصْرَيْنِ، أَو البُحَيْرِ قال: يجوز أَن يَعْني بالبُحَيْرِ البحر الذي هو الريف فصغره للوزن وإقامة القافية. قال: ويجوز أَن يكون قصد البُحَيْرَةَ فرخم اضطراراً. وقوله: من صُيَيْر مِن صِيرِ مِصْرَيْنِ يجوز أَن يكون صير بدلاً من صُيَيْر، بإِعادة حرف الجر، ويجوز أَن تكون من للتبعيض كأَنه أَراد من صُيَيْر كائن من صير مصرين، والعرب تقول لكل قرية: هذه بَحْرَتُنا. والبَحْرَةُ: الأَرض والبلدة؛ يقال: هذه بَحْرَتُنا أَي أَرضنا. وفي حديث القَسَامَةِ: قَتَلَ رَجُلاً بِبَحْرَةِ الرِّعاءِ على شَطِّ لِيَّةَ، البَحْرَةُ: البَلْدَةُ. وفي حديث عبدالله بن أُبيّ: اصْطَلَحَ أَهلُ هذه البُحَيْرَةِ أَن يَعْصِبُوه بالعِصَابَةِ؛ البُحَيْرَةُ: مدينة سيدنا رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، وهي تصغير البَحْرَةِ، وقد جاء في رواية مكبراً. والعربُ تسمي المُدُنَ والقرى: البحارَ. وفي الحديث: وكَتَبَ لهم بِبَحْرِهِم؛ أَي ببلدهم وأَرضهم. وأَما حديث عبدالله ابن أُبيّ فرواه الأَزهري بسنده عن عُرْوَةَ أَن أُسامة ابن زيد أَخبره: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، ركب حماراً على إِكافٍ وتحته قَطِيفةٌ فركبه وأَرْدَفَ أُسامةَ، وهو يعود سعد بن عُبادَةَ، وذلك قبل وَقْعَةِ بَدْرٍ، فلما غشيت المجلسَ عَجاجَةُ الدابة خَمَّرَ عبدُالله بنُ أُبيّ أَنْفَه ثم قال: لا تُغَبِّرُوا، ثم نزل النبي، صلى الله عليه وسلم، فوقف ودعاهم إِلى الله وقرأَ القرآنَ، فقال له عبدُالله: أَيها المَرْءُ إِن كان ما تقول حقّاً فلا تؤذنا في مجلسنا وارجعْ إِلى رَحْلك، فمن جاءَك منَّا فَقُصَّ عليه؛ ثم ركب دابته حتى دخل على سعد بن عبادة، فقال له: أَي سَعْدُ أَلم تسمعْ ما قال أَبو حُباب؟ قال كذا، فقال سعدٌ: اعْفُ واصفَحْ فوالله لقد أَعطاك اللهُ الذي أَعطاك، ولقد اصطلح أَهلُ هذه البُحَيْرةِ على أَن يُتَوِّجُوه، يعني يُمَلِّكُوهُ فَيُعَصِّبوه بالعصابة، فلما ردَّ الله ذلك بالحق الذي أَعطاكَ شَرِقَ لذلك فذلك فَعَلَ به ما رأَيْتَ، فعفا عنه النبي، صلى الله عليه وسلم.
والبَحْرَةُ: الفَجْوَةُ من الأَرض تتسع؛ وقال أَبو حنيفة: قال أَبو نصر البِحارُ الواسعةُ من الأَرض، الواحدة بَحْرَةٌ؛ وأَنشد لكثير في وصف مطر:يُغادِرْنَ صَرْعَى مِنْ أَراكٍ وتَنْضُبٍ، وزُرْقاً بأَجوارِ البحارِ تُغادَرُ وقال مرة: البَحْرَةُ الوادي الصغير يكون في الأَرض الغليظة.
والبَحْرةُ: الرَّوْضَةُ العظيمةُ مع سَعَةٍ، وجَمْعُها بِحَرٌ وبِحارٌ؛ قال النمر بن تولب: وكأَنها دَقَرَى تُخايِلُ، نَبْتُها أُنُفٌ، يَغُمُّ الضَّالَ نَبْتُ بِحارِها الأَزهري: يقال للرَّوْضَةِ بَحْرَةٌ. وقد أَبْحَرَتِ الأَرْضُ إذا كثرت مناقع الماء فيها. وقال شمر: البَحْرَةُ الأُوقَةُ يستنقع فيها الماء. ابن الأَعرابي: البُحَيْرَةُ المنخفض من الأَرض.
وبَحِرَ الرجلُ والبعيرُ بَحَراً، فهو بَحِرٌ إذا اجتهد في العدوِ طالباً أَو مطلوباً، فانقطع وضعف ولم يزل بِشَرٍّ حتى اسودَّ وجهه وتغير. قال الفراء: البَحَرُ أَن يَلْغَى البعيرُ بالماء فيكثر منه حتى يصيبه منه داء. يقال: بَحِرَ يَبْحَرُ بَحَراً، فهو بَحِرٌ؛ وأَنشد:

لأُعْلِطَنَّه وَسْماً لا يُفـارِقُـه

 

كما يُجَزُّ بِحُمَّى المِيسَمِ البَحِرُ

قال: وإِذا أَصابه الداءُ كُويَ في مواضع فَيَبْرأُ. قال الأَزهري: الداء الذي يصيب البعير فلا يَرْوَى من الماء، هو النِّجَرُ، بالنون والجيم، والبَجَرُ، بالباء والجيم، وأَما البَحَرُ، فهو داء يورث السِّلَّ.
وأَبْحَرَ الرجلُ إذا أَخذه السِّلُّ. ورجلٌ بَجِيرٌ وبَحِرٌ: مسْلُولٌ ذاهبُ اللحم؛ عن ابن الأَعرابي وأَنشد:

وغِلْمَتي مِنْهُمْ سَحِيرٌ وبَـحِـرْ

 

وآبقٌ، مِن جَذْبِ دَلْوَيْها، هَجِرْ

أَبو عمرو: البَحِيرُ والبَحِرُ الذي به السِّلُّ، والسَّحِيرُ: الذي انقطعت رِئَتُه، ويقال: سَحِرٌ. وبَحِرَ الرجلُ. بُهِتَ. وأَبْحَرَ الرجل إذا اشتدَّتْ حُمرةُ أَنفه. وأَبْحَرَ إذا صادف إِنساناً على غير اعتمادٍ وقَصدٍ لرؤيته، وهو من قولهم: لقيته صَحْرَةَ بَحْرَةَ أَي بارزاً ليس بينك وبينه شيء.
والباحِر، بالحاء: الأَحمق الذي إذا كُلِّمَ بَحِرَ وبقي كالمبهوت، وقيل: هو الذي لا يَتَمالكُ حُمْقاً. الأَزهري: الباحِرُ الفُضولي، والباحرُ الكذاب. وتَبَحَّر الخبرَ: تَطَلَّبه. والباحرُ: الأَحمرُ الشديدُ الحُمرة. يقال: أَحمر باحرٌ وبَحْرانيٌّ. ابن الأَعرابي: يقال أَحْمَرُ قانِئ وأَحمرُ باحِرِيٌّ وذَرِيحِيٌّ، بمعنى واحد. وسئل ابن عباس عن المرأَة تستحاض ويستمرّ بها الدم، فقال: تصلي وتتوضأُ لكل صلاة، فإِذا رأَتِ الدَّمَ البَحْرانيَّ قَعَدَتْ عن الصلاة؛ دَمٌ بَحْرَانيٌّ: شديد الحمرة كأَنه قد نسب إِلى البَحْرِ، وهو اسم قعر الرحم، منسوب إِلى قَعْرِ الرحم وعُمْقِها، وزادوه في النسب أَلِفاً ونوناً للمبالغة يريد الدم الغليظ الواسع؛ وقيل: نسب إِلى البَحْرِ لكثرته وسعته؛ ومن الأَول قول العجاج: وَرْدٌ من الجَوْفِ وبَحْرانيُّ أَي عَبِيطٌ خالصٌ. وفي الصحاح: البَحْرُ عُمْقُ الرَّحِمِ، ومنه قيل للدم الخالص الحمرة: باحِرٌ وبَحْرانيٌّ. ابن سيده: ودَمٌ باحِرٌ وبَحْرانيٌّ خالص الحمرة من دم الجوف، وعم بعضُهم به فقال: أَحْمَرُ باحِرِيٌّ وبَحْرَانيٌّ، ولم يخص به دم الجوف ولا غيره. وبَناتُ بَحْرٍ: سحائبُ يجئنَ قبل الصيف منتصبات رقاقاً، بالحاء والخاء، جميعاً. قال الأَزهري: قال الليث: بَناتُ بَحْرٍ ضَرْبٌ من السحاب، قال الأَزهري: وهذا تصحيف منكر والصواب بَناتُ بَخْرٍ. قال أَبو عبيد عن الأَصمعي: يقال لسحائب يأْتين قبل الصيف منتصبات: بَناتُ بَخْرٍ وبَناتُ مَخْرٍ، بالباء والميم والخاء، ونحو ذلك قال اللحياني وغيره، وسنذكر كلاًّ منهما في فصله.
الجوهري: بَحِرَ الرجلُ، بالكسر، يَبْحَرُ بَحَراً إذا تحير من الفزع مثل بَطِرَ؛ ويقال أَيضاً: بَحِرَ إذا اشتدَّ عَطَشُه فلم يَرْوَ من الماء. والبَحَرُ أَيضاً: داءٌ في الإِبل، وقد بَحِرَتْ.
والأَطباء يسمون التغير الذي يحدث للعليل دفعة في الأَمراض الحادة: بُحْراناً، يقولون: هذا يَوْمُ بُحْرَانٍ بالإِضافة، ويومٌ باحُوريٌّ على غير قياس، فكأَنه منسوب إِلى باحُورٍ وباحُوراء مثل عاشور وعاشوراء، وهو شدّة الحر في تموز، وجميع ذلك مولد؛ قال ابن بري عند قول الجوهري: إِنه مولد وإِنه على غير قياس؛ قال: ونقيض قوله إِن قياسه باحِرِيٌّ وكان حقه أَن يذكره لأَنه يقال دم باحِرِيٌّ أَي خالص الحمرة؛ ومنه قول المُثَقِّب العَبْدِي:

باحِريُّ الدَّمِ مُـرَّ لَـحْـمُـهُ

 

يُبْرئ الكَلْبَ، إذا عَضَّ وهَرّ

والباحُورُ: القَمَرُ؛ عن أَبي علي في البصريات له. والبَحْرانِ: موضع بين البصرة وعُمانَ، النسب إِليه بَحْريٌّ وبَحْرانيٌّ؛ قال اليزيدي: كرهوا أَن يقولوا بَحْريٌّ فتشبه النسبةَ إِلى البَحْرِ؛ الليث: رجل بَحْرانيٌّ منسوب إِلى البَحْرَينِ؛ قال: وهو موضع بين البصرة وعُمان؛ ويقال: هذه البَحْرَينُ وانتهينا إِلى البَحْرَينِ. وروي عن أَبي محمد اليزيدي قال: سأَلني المهدي وسأَل الكسائي عن النسبة إِلى البحرين وإِلى حِصْنَينِ: لِمَ قالوا حِصْنِيٌّ وبَحْرانيٌّ؟ فقال الكسائي: كرهوا أَن يقولوا حِصْنائِيٌّ لاجتماع النونين، قال وقلت أَنا: كرهوا أَن يقولوا بَحْريٌّ فتشبه النسبة إِلى البحر؛ قال الأَزهري: وإِنما ثنوا البَحْرَ لأَنَّ في ناحية قراها بُحَيرَةً على باب الأَحساء وقرى هجر، بينها وبين البحر الأَخضر عشرة فراسخ، وقُدِّرَت البُحَيرَةُ ثلاثةَ أَميال في مثلها ولا يغيض ماؤُها، وماؤُها راكد زُعاقٌ؛ وقد ذكرها الفرزدق فقال:

كأَنَّ دِياراً بين أَسْنِمَةِ النَّـقـا

 

وبينَ هَذالِيلِ البُحَيرَةِ مُصْحَفُ

وكانت أَسماء بنت عُمَيْسٍ يقال لها البَحْرِيَّة لأَنها كانت هاجرت إِلى بلاد النجاشي فركبت البحر، وكلُّ ما نسب إِلى البَحْرِ، فهو بَحْريٌّ. وفي الحديث ذِكْرُ بَحْرانَ، وهو بفتح الباء وضمها وسكون الحاء، موضع بناحية الفُرْعِ من الحجاز، له ذِكْرٌ في سَرِيَّة عبدالله بن جَحْشٍ.
وبَحْرٌ وبَحِيرٌ وبُحَيْرٌ وبَيْحَرٌ وبَيْحَرَةُ: أَسماء.
وبنو بَحْريّ: بَطْنٌ.
وبَحْرَةُ ويَبْحُرُ: موضعان. وبِحارٌ وذو بِحارٍ: موضعان؛ قال الشماخ:

صَبَا صَبْوَةً مِن ذِي بِحارٍ، فَجاوَرَتْ

 

إِلى آلِ لَيْلى، بَطْنَ غَوْلٍ فَمَنْعَـجِ

بحتر: البُحْتُر: بالضم: القصير المجتمع الخَلْقِ، وكذلك الحُبْتُرُ، وهو مقلوب منه، والأُنثى بُحْتُرَة والجمع البحاتِرُ.
وبُحْتُرٌ: أَبو بطن من طيّء، وهو بُحتُرُ بنُ عَتُود ابن عُنَين بن سَلامانَ بن ثُعَلَ بن عَمْرو بن الغَوْثِ ابن جَلْهَمَةَ بن طَيّء بن أُدَدَ وهو رَهْطُ الهَيْثَمِ ابن عَدِيٍّ. والبُحْتُرِيَّةُ من الإِبل: نسوبة إِليهم. بحتر: بَحْثَرَ الشيءَ: بَحَثَه وبَدَّدَه كَبَعْثَرَهُ، وقرئ: إذا بُحْثِرَ ما في القبور؛ أَي بعث الموتى. وبَحْثَرَ المتاع: فرَّقه.
الأَزهري: بَحْثَرَ متاعه وبَعْثَرَه إذا أَثاره وقلبه وفرَّقه وقلب بعضه على بعض. الأَصمعي: إذا انقطع اللبن وتَحَبَّبَ، فهو مُبَحْثَرٌ، فإِذا خَثُرَ أَعلاه وأَسفَلُه رقيقٌ، فهو هادر. أَبو الجرّاح: بَحْثَرْتُ الشيءَ وبَعْثَرْتُه إذا استخرجته وكشفته؛ قال القتال العامري:

مَنْ لا تَلِدْ أَسماءُ مِنْ آلِ عامِر

 

بْشَة، تُكْرَهُ أُمُّهُ أَنْ تُبَحْثَـرَا

بحدر: أَبو عدنان قال: البُهْدُرِيُّ والبُحْدُرِيُّ المُقَرْقَمُ الذي لا يَشِبُّ.
بخر: البَخَرُ: الرائحة المتغيرة من الفم. قال أَبو حنيفة. البَخَرُ النَّتْنُ يكون في الفم وغيره. بَخِرَ بَخَراً، وهو أَبْخَرُ وهي بَخْرَاءُ.
وأَبْخَرهُ الشيءُ: صَيَّرَه أَبْخَرَ. وبَخِرَ أَي نَتُنَ من بَخَرِ الفَم الخبيث. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: إِياكم ونَوْمَةَ الغَداةِ فإِنها مَبْخَرَةٌ مَجْفَرَةٌ مَجْعَرَةٌ؛ وجعله القتيبي من حديث علي، رضي الله عنه، قوله مبخرة أَي مَظِنَّةٌ للبَخَرِ، وهو تغير ريح الفم. وفي حديث المغيرة: إِيَّاكَ وكلَّ مَجْفَرَةٍ مَبْخَرَةٍ، يعني من النساء.
والبَخْرَاءُ والبَخْرَةُ: عُشْبَةٌ تشبه نباتَ الكُشْنَى ولها حب مثل حبه سوداء، سميت بذلك لأَنها إذا أُكِلت أَبْخَرَتِ الفَم؛ حكاها أَبو حنيفة قال: وهي مَرْعىً وتعلِفُها المواشي فتسمنها ومنابتها القِيعانُ.
والبَخْراءُ: أَرض بالشام لنَتْنِها بعُفونة تُرْبِها. وبُخارُ الفَسْوِ: رِيحُه؛ قال الفرزدق:

شارِبُ قَهْوَةٍ وحَلِيفُ زِيرٍ

 

وَصرَاءٌ، لِفَسْوَتِهِ بُخـارُ

وكلُّ رائحة سطعت من نَتْنٍ أَو غيره: بَخَرٌ وبُخارٌ. والبَخْرُ، مجزوم: فِعْلُ البُخارِ. وبُخارُ القِدر: ما ارتفع منها؛ بَخَرَتْ تَبْخَرُ بَخْراً وبُخاراً، وكذلك بُخارُ الدُّخان، وكلُّ دخان يسطع من ماءٍ حار، فهو بُخار، وكذلك من النَّدَى. وبُخارُ الماء: ما يرتفع منه كالدخان. وفي حديث معاوية: أَنه كتب إِلى ملك الروم: لأَجْعَلنَّ القُسْطَنْطِينِيَّةَ البَخْراءَ حُمَمَةً سَوْداءَ؛ وصفها بذلك لبُخار البحر.
وتَبَخَّر بالطيب ونحوه: تَدَخَّنَ. والبَخُورُ، بالفتح: ما يتبخر به.
ويقال: يَخَّرَ علينا من بَخُور العُود أَي طَيَّبَ.
وبَناتُ بَخْرٍ وبَناتُ مَخْرٍ: سحابٌ يأْتين قبل الصيف منتصبةٌ رِقاقٌ بيضٌ حسانٌ، وقد ورد بالحاء المهملة أَيضاً فقيل: بنات بحر، وقد تقدم.
والمَبْخُورُ: المَخْمُورُ.
ابن الأَعرابي: الباخِرُ ساقي الزرع؛ قال أَبو منصور: المعروف الماخِر، فأَبدَل من الميم باءً، كقولك سَمَدَ رأْسَه وسَبَدَهُ، والله أَعلم.

بحرت

ابن الأَعرابي: كَذِبٌ حِبريتٌ وبِحْريتٌ وحَنْبَريتٌ أَي خالصٌ مُجَرَّد، لا يستره شيءٌ.

بحزج

البَحْزَجُ: الجُوذَرُ وقيل: البَحْزَجُ ولد البقرة الوحشية؛ قال رؤْبة:

بِفاحِمٍ وَحْفٍ، وعَيْنَيْ بَحْزَجِ

والأُنثى بَحْزَجَةٌ.
والمُبَحْزَجُ: الماءُ المسَخَّنُ؛ قال الشماخ يصف حماراً:

كأَنَّ، على أَكْسائِها من لُغامِهِ،

 

وخِيفَةَ خِطْمِيٍّ بماءٍ مُبَحْزَجِ

التهذيب: المُبَحْزَجُ الماءُ المُغْلَى، النِّهاية في الحَرارَة.
والسَّخيمُ: الماءُ الذي لا حارٌّ ولا باردٌ. قال: والمُبَحْزَجُ الماءُ الحار، ورأَيت في حواشي بعض نسخ الصحاح: البَحْزَج، من الناس، القصير العظيم البطن، والله أَعلم.

بحشل

البَحْشَل والبَحْشَلِيُّ من الرجال: الأَسْود الغليظ، وهي البَحْشَلة. ابن الأَعرابي: بَحْشَلَ الرجلُ إذا رَقَصَ رَقَصَ الزِّنْج.

بحظل

البَحْظَلَة: أَن يَقْفِز الرجلُ قَفْزان اليَرْبُوع أَو الفأَرة.
يقال: بحْظَل الرجلُ بَحْظَلة، والظاء معجمه.

بحل

الأَزْهري: قال في ترجمة ح ل ب قال: أَما بحل ولبح فإِن الليث اهملهما، قال: وروى أَبو العباس عن ابن الأَعرابي أَنه قال: البَحْلُ الإِدْقاع الشديد، قال وهذا غريب.

بحلس

الأَزهري: يقال جاءَ رائقاً عَثَريّاً، وجاء يَنْفُضُ أَصْدَرَيْه، وجاءَ يَتَبَحْلَسُ، وجاءَ مُنْكَراً إذا جاءَ فارغاً لا شيء معه.

بحم

غَدِير بَحْوَمٌ: كثير الماء؛ عن الهَجَري؛ وأَنشد:

فصِغارُها مِثْلُ الدَّبَى، وكِبارُها

 

مِثْل الضَّفادِعِ في غَدِيرٍ بَحْوَمِ

بحن

بَحْنةُ: نخلةٌ معروفة. وبنات بَحْنَةَ: ضربٌ من النخل طِوالٌ، وبها سمِّي ابنُ بُحَينة. وابنُ بَحْنَة: السوطُ تَشْبيهاً بذلك؛ قال أَبو منصور: قيل للسوط ابنُ بَحْنةَ لأَنه يُسَوّى من قُلوس العراجين. وبَحْنَةُ: اسمُ امرأَةٍ نُسِبَ إليها نَخْلاتٌ كُنَّ عند بيتها كانت تقول: هُنَّ بناتي، فقيل: بناتُ بَحْنةً. قال ابن بري: حكى أَبو سهل عن التميمي في قولهم بنت بحْنة أَن البَحْنة نخلة معروفة بالمدينة، وبها سميت المرأَة بَحْنة، والجمع بنات بَحْنٍ. المحكم: وبَحْنةُ وبُحَيْنَةُ اسمُ امرأَتين؛ عن أَبي حنيفة. والبَحْونُ: رملٌ متراكبٌ؛ قال:

من رَمْلِ تُرْنَى ذي الرُّكامِ البَحْون

ورجل بَحْوَنٌ وبَحْوَنةٌ: عظيمُ البطن. والبَحْوَنةُ: القِرْبةُ الواسعةُ البطن؛ أَنشد ابن بري للأَسود بن يَعْفُر:

جَذْلان يَسَّرَ جُلَّةً مكنـوزةً،

 

حَبْناءَ بَحْوَنةً ووَطْباً مِجْزَما

أَبو عمرو: البَحْنانةُ الجُلَّة العظيمةُ البَحْرانية التي يُحْملُ فيها الكَنْعَد المالحُ، وهي البَحْوَنةُ أَيضاً، ويقال للجُلَّة العظيمة البَحْناء. وفي الحديث: إذا كان يومُ القيامة تخرجُ بَحْنانةٌ من جهنم فتلْقُطُ المنافقين لَقْطَ الحَمامةِ القِرْطِمَ؛ البَحْنانةُ: الشرارةُ من النار. ودلْوٌ بَحْوَنيٌّ: عظيمٌ كثيرُ الأَخْذِ للماء. وجُلَّة بَحْوَنةٌ: عظيمةٌ، قال: وكذلك الدلو العظيم. والبَحْوَنُ: ضربٌ من التمر؛ حكاه ابن دريد، قال: فلا أَدري ما حقيقتُه. وبَحْوَن وبَحْوَنةُ: اسمان.

بخا

البَخْو: الرِّخْوُ. وثمرة بَخْوَة: خاوية، يمانية. والبَخْوُ: الرُّطَبُ الرديء، بالخاء المعجمة، الواحدة بَخْوَة، والله أَعلم.

بخت

البُخْت والبُخْتِيَّة: دَخِيل في العربية، أَعجمي مُعَرَّبٌ، وهي الإِبل الخُراسانِيَّة، تُنْتَجُ من بين عربيةٍ وفالِجٍ؛ وبعضهم يقول: إِن البُخْتَ عَرَبيّ؛ ويُنْشِدُ لابنِ قَيس الرُّقَيَّات:

لبَنُ البُخْتِ في قِصاعِ الخَلَنْج

ِ قال ابن بري: صواب إِنشاده لبنَ البُخْتِ، بنصب النون؛ والأَبياتُ يَمدَحُ بها مُصْعَبَ بن الزبير:

إِنْ يَعِشْ مُصْعَبٌ، فإِنَّا بخَيرٍ،

 

قَدْ أَتَانا مِن عَيْشِنا ما نُرَجِّـي

يَهَبُ الأَلْفَ والخُيُولَ، ويَسْقِي

 

لَبنَ البُخْتِ، في قِصاع الخَلَنْج

ِ الواحد: بُخْتيٌّ، وناقة بُخْتِيَّة. وفي الحديث: فأُتيَ بسارقٍ قد سَرَقَ بُخْتِيَّةً؛ البُخْتيَّةُ: الأُنثى من الجمال البُخْتِ، وهي جمالٌ طوالُ الأَعْناق، ويُجْمَع على بُختٍ وبَخَاتٍ؛ وقيل: الجمع بَخاتيُّ، غير مصروف؛ ولك أَن تخفف الياءَ، فتقول البَخَاتي، والأَثافي، والمَهارِي وأَما مَساجِدِيٌّ ومَدائِنيٌّ، فمصروفان، لأَن الياءَ فيهما غير ثابتة في الواحد، كما تَصْرِفُ المَهالبةَ والمَسامِعَة إذا أَدخلت عليها هاءَ النسب؛ ويقال للذي يقتنيها ويستعملها: البَخَّاتُ؛ وقيل في جمعها: بَخَاتي وبَخَاتٍ. والبَخْتُ: الجَدُّ، معروف، فارسيٌّ، وقد تكلمت به العرب؛ قال الأَزهري: لا أَدري أَعربيّ هو أَم لا؟ ورجل بخيتٌ: ذو جَدٍّ؛ قال ابن دريد: ولا أَحسبها فصيحة.
والمَبْخُوتُ: المَجْدُودُ.

بختج

في حديث النخعي: أُهْدِيَ إِليه بُخْتُجٌ، فكان بشربه مع العَكَرِ. البُخْتُجُ: العصير المطبوخ، وأَصله بالفارسية مِيبُخْتَه أَي عصير مطبوخ، وإِنما شربه مع العَكَرِ خيفةَ أَن يصفيه فيَشْتَدَّ ويُسْكِرَ.

بختر

البخترة، والتَّبَخْتُرُ: مِشْيَةٌ حَسَنَةٌ؛ وقد بَخْتَرَ وتَبَخْتَرَ، وفلانٌ يمشي البَخْتَرِيَّةَ، وفلان يَتَبَخْتَرُ في مِشْيَتِهِ ويَتَبَخْتَى؛ وفي حديث الحجاج لما أُدخل عليه يزيد بن المُهَلَّبِ أَسيراً فقال الحجاج:

جَمِيلُ المُحَيَّا بَخْتَرِيٌّ إذا مَشَى

فقال يزيد:

وفي الدِّرْعِ ضَخْمُ المَنْكِبَينِ شِناقُ

البَخْتَريُّ: المُتَبَخْتِرُ في مَشْيهِ، وهي مِشْيَةُ المتكبر المعجب بنفسه. ورجل بِخْتِيرٌ وبَخْتَرِيٌّ: صاحبُ تَبَخْتُرٍ، وقيل: حَسَنُ المشي والجسم، والأُنثى بَخْتَرِيَّة. والبَخْتَريُّ من الإِبل: الذي يَتَبَخْتَرُ أَي يختال. وبَخْتَريٌّ: اسمُ رجل؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:

جزى اللهُ عَنّا بَخْتَرِيّاً ورَهْـطَـهُ

 

بني عَبْدِ عَمْروٍ، ما أَعَفَّ وأَمْجَدَا،

هُمُ السَّمْنُ بالسَّنُّوت، لا أَلْسَ فيهـمُ

 

وهُمْ يَمْنَعُونَ جارَهُمْ أَن يُقَـرَّدَا

وأَبو البَخْتَريّ: من كُناهم؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

إِذا كنتَ تَطْلُبُ شَأْوَ المُـلُـو

 

كِ، فافْعَلْ فِعالَ أَبي البَخْتَرِي

تَتَبَّعَ إِخْوانَـهُ فـي الـبِـلاد

 

فأَغْنَى المُقِلَّ عن المُكْـثِـرِ

وأَراد البختريَّ فحذف إِحدى ياءي النسب.

بخثر

البَخْثَرَةُ: الكُدْرَةُ في الماء أَو الثوب.

بخثع

بَخْثَعٌ: اسم زعموا، وليس بثبت.

بخخ

بَخٍ: كلمةُ فَخْرٍ.
ودِرْهَمٌ بَخِّيٌّ: كتب عليه بَخْ. ودرهم مَعْمَعِيّ إذا كتب عليه مع مضاعفاً لأَنه منقوص، وإِنما يضاعف إذا كان في حال إِفراده مخففاً، لأَنه لا يتمكن في التصريف وفي حال تخفيفه، فيحتمل طُول التضاعف، ومن ذلك ما يُثَقَّل فيكتفى بتثقيله، وإِنما حمل ذلك على ما يجري على أَلسنة الناس فوجدوا بَخ مثقلاً في مستعمل الكلام، ووجدوا مع مخففاً، وجَرْسُ الخاء أَمتن من جَرْس العين فكرهوا تثقيل العين، فافهم ذلك. الأَصمعي: درهم بَخِيّ خفيفة لأَنه منسوب إِلى بَخْ، وبَخْ خفيفة الخاء، وهو كقولهم ثوب يَدِيٌّ للواسع ويقال للضَّيِّق، وهو من الأَضداد؛ قال: والعامة تقول: بَخِّيٌّ، بتشديد الخاء، وليس بصواب. وبَخْبَخَ الرجلُ: قال بَخٍ بَخٍ. وفي الحديث: أَنه لما قرأَ: وسارِعوا إِلى مغفرةٍ من ربكم وجنة؛ قال: بَخٍ بَخٍ، وقال الحجاجُ لأَعْشَى هَمْدانَ في قوله:

بينَ الأَشَجِّ وبين قَيْسٍ باذِخٌ،

 

بَخْبِخْ لوالدهِ وللمَـوْلـودِ،

والله لا بَخْبَخْتَ بعدها.
ابن الأَعرابي: إِبل مُخَبْخَبة عظيمة الأَجواف، وهي المُبَخْبَخة مقلوب مأْخوذ من بَخْ بَخْ. والعرب تقول للشيء تمدحه: بَخْ بَخْ، وبَخٍ بَخْ، قال: فكأَنها من عظمها إذا رآها الناس قالوا: ما أَحسنها، قال: والبَخُّ السَّرِيُّ من الرجال.
قال ابن الأَنباري: معنى بَخْ بَخْ تعظيم الأَمر وتفخيمه، وسكنت الخاء فيه كما سكنت اللام في هل وبل. قال ابن السكيت: بَخٍ بَخٍ وبَهٍ بَهٍ بمعنى واحد؛ قال ابن سيده: وإِبل مُبَخْبَخة يقال لها بَخٍ بَخٍ إِعجاباً بها وقد عللنا قوله:

حتى تجيء الخَطَبَه

 

بإبلٍ مُخَبْـخَـبـه

وذكرنا أَنه أَراد مُبَخْبَخة فقلب.
وبَخْبَخَةُ البعير وبَخْباخُه: هدير يملأُ فمه بشِقْشِقَته، وهو جمل بَخْباخ الهدير؛ قال: بَخٍ وبَخْباخُ الهَدِير الزَّغْدِ يقال: بَخْبَخَ البعير إذا هَدَرَ؛ قال: وبَخْبَخَةُ البعير هَدِيرٌ يملأُ الفمَ شِقْشِقَتُه؛ وقيل: بَخْباخُ الجمل أَولُ هَدِيره.
وتَبَخْبَخَ لحمه: صَوَّتَ من الهُزال وربما شُدِّدت كالاسم؛ وقد جمعهما الشاعر فقال يصف بيتاً:

روافِدُه أَكرمُ الرافِداتِ،

 

بَخٍ لكَ بَخٍّ لبحر خِضَمّْ،

وتَبَخْبَخَ لحمه: هو الذي تسمع له صوتاً من هُزال بعد سِمَن. الأَصمعي: رجل وَخْواخ وبَخْباخ إذا استرخى بطنُه واتسع جلده. وتَبَخْبَخَ الحرُّ: كتَخَبْخَبَ. وباخَ: سكن بعضُ فَوْرَتِه. وبَخْبِخوا عنكم من الظهيرة: أَبْرِدُوا كخَبْخِبُوا، وهو مقلوب منه. وتَبَخْبَخَتِ الغَنَمُ: سكنت أَينما كانت.
وبخْ بَخْ وبَخٍ بَخٍ؛ بالتنوين، وبَخٍ بَخْ: كقولك غاقٍ غاقْ ونحوه: كل ذلك كلمة تقال عند تعظيم الإِنسان، وعند التعجب من الشيء، وعند المدح والرضا بالشيء، وتكرر للمبالغة فيقال بَخْ بَخْ. فإِن فصلت خففت ونوِّنت فقلت بَخٍ. التهذيب: وبَخ كلمة تقال عند الإِعجاب بالشيء، تخفف وتثقل؛ وقال:بَخْ بَخْ لهذا كَرَماً فوقَ الكَرَمْ.
أَبو الهيثم: بَخْ بَخْ كلمة تتكلم بها عند تفضيلك الشيء؛ وكذلك بَدَخْ وجَخْ بمعنى بخ؛ قال العجاج:

إِذا الأَعادي حَسَبُونا بَخْبَخُوا

أَي قالوا: بَخْ بَخْ وبَخٍ بَخٍ.
قال أَبو حاتم: لو نسب إِلى بَخٍ على الأَصل قيل: بَخَوِيّ كما إذا نسب إِلى دَمٍ قيل: دَمَوِيّ.
أَبو عمرو: بَخَّ إذا سكن من غضبه، وخَبَّ من الخَبَب.

بخدج

اسم شاعر.

بخدق

بُخْدُقٌ: الحَب الذي قال له بالفارسية اسْفيُوش قال ابن بري: قال ابن خالويه البخدق نبت ولم يعرف إلا من أُم الهيثم.

بخدن

امرأَة بَخْدَنٌ: رَخصةٌ ناعمة تارَّةً. وبَخْدَن وبِخْدِن والبِخْدِنُ، كلُّ ذلك: اسمُ امرأَة؛ قال:

يا دارَ عَفْراءَ ودارَ البِخْدِنِ.

بخذع

بخذَعه بالسيف وخَذْعَبَه: ضربه.

بخذم

بَخْذَم: اسمٌ.

بخز

التهذيب: بَخَزَ عينه وبَخَسَها إذا فقأَها، وبَخَصَها كذلك.

بخس

البَخْسُ: النَّقْصُ. بَخَسَه حَقَّه يَبْخَسُه بَخْساً إذا نقصه؛ وامرأَة باخِسٌ وباخِسَةٌ. وفي المثل في الرجل تَحْسَبُه مغفلاً وهو ذو نَكْراءَ: تَحسَبُها حمقاءَ وهي باخِسٌ أَو باخِسَةٌ؛ أَبو العباس: باخِسٌ بمعنى ظالم، ولا تَبْخَسُوا الناس. لا تظلموهم. والبَخْسُ من الظلم أَنْ تَبْخَسَ أَخاك حَقَّه فتنقصه كا يَبْخَسُ الكيالُ مكياله فينقصه. وقوله عز وجل: فلا يَخافُ بَخْساً ولا رَهَقاً؛ أَي لا ينقص من ثواب عمله، ولا رهقاً أَي ظلماً. وثَمَنٌ بَخْسٌ: دونَ ما يُحَبُّ. وقوله عز وجل: وشَرَوْه بثمن بَخْسٍ؛ أَي ناقص دون ثمنه. والبَخْسُ: الخَسِيسُ الذي بَخَس به البائعُ. قال الزجاج: بَخْس أَي ظُلْم لأَن الإِنسان الموجود لا يحل بيعه. قال: وقيل بَخْسٌ ناقص، وأَكثر التفسير على أَن بَخْساً ظلم، وجاءَ في التفسير أَنه بيع بعشرين درهماً، وقيل باثنين وعشرين، أَخذ كل واحد من إِخوته درهمين، وقيل بأَربعين درهماً، ويقال للبيع إذا كان قَصْداً: لا بَخْسَ فيه ولا شطط. وفي التهذيب: لا بَخْس ولا شُطُوط. وبَخَسَ الميزانً: نَقَصَه. وتَباخَسَ القومُ، تغابنوا. وروي عن الأَوزاعي في حديث: أَنه يأْتي على الناس زمانٌ يُستحلُّ فيه الربا بالبيع، والخمرُ بالنبيذ، والبَخْسُ بالزكاة؛ أَراد بالبَخْس ما يأْخذه الولاة باسم العُشْر، يتأَوّلون فيه أَنه الزكاة والصدقات. والبَخْسُ: فَقْءُ العين بالإِصبع وغيرها، وبَخَسَ عينه يَبْخَسُها بخساً: فقأَها، لغة في بَخَصَها، والصاد أَعلى.
قال ابن السكيت: يقال بَخَصْتُ عينَه، بالصاد، ولا تقل بَخَسْتُها إِنما البَخْسُ نقصانُ الحق. والبَخْسُ: أَرض تُنْبِتُ بغير سَقْي، والجمع بُخُوسٌ. والبَخْسُ من الزرع: ما لم يُسْقَ بماءٍ عِدٍّ إِنما سقاه ماء السماء؛ قال أَبو مالك: قال رجل من كندة يقال له العُذافَة وقد رأَيته:

قالتْ لُبَيْنَى: اشْتَرْ لنا سَويقَا،

وهاتِ بُرَّ البَخْسِ أَو دَقِيقا،

واعْجَلْ بِشَحْمٍ نَتَّخِذْ حُرْذِيقا

واشْتَرْ فَعَجِّلْ خادِماً لَبِيقا،

واصْبُغْ ثيابي صِبَغاً تَحْقِيقا،

من جَيِّدِ العُصْفُرِ لا تَشْرِيقا

بِزَعْفَرَانٍ، صِبَغاً رَقيقا

قال: البَخْسُ الذي يزرع بماء السماء، تشريقاً أَي صُفِّرَ شيئاً يسيراً. والأَباخِسُ: الأَصابعُ. قال الكُمَيْتُ:

جَمَعْتَ نِزَاراً، وهي شَتَّى شُعُوبُها

 

كما جَمَعَتْ كَفُّ إليها الأَباخِسـا

وإِنه لشديد الأَباخِسِ، وهي لحم العَصَب، وقيل: الأَباخِسُ ما بين الأَصابع وأُصولها.
والبَخِيسُ من ذي الخُفِّ: اللحم الداخل في خُفِّه. والبَخِيسُ: نِياطُ القلب. ويقال: بَخَّسَ المُخُّ تَبْخِيساً أَي نقص ولم يبق إِلا في السُّلامَى والعين، وهو آخر ما يبقى. وقال الأُموي: إذا دخل في السُّلامَى والعين فذهب وهو آخر ما يبقى.

بخص

البَخْصُ: مصدر بَخَصَ عينَه يَبْخَصُها بَخْصاً أَغارها؛ قال اللحياني: هذا كلام العرب، والسين لغة. والبَخَصُ: سُقوطُ باطنِ الحجَاجِ على العين. والبَخَصة: شَحْمةُ العَيْنِ من أَعلى وأَسفل. التهذيب: والبَخَصُ في العَيْن لحمٌ عند الجفن الأَسفل كاللَّخَصِ عند الجَفْن الأَعْلى. وفي حديث القُرَظِيِّ في قوله عز وجل: قل هو اللّه أَحد اللّه الصمد، لو سُكِتَ عنها لتَبَخَّص لها رجالٌ فقالوا: ما صَمَدٌ؟ البَخَصُ، بتحريك الخاء: لحمٌ تحت الجفن الأَسفل يظهر عند تَحْدِيق الناظر إذا أَنكر شيئاً وتعجَّب منه، يعني لولا أَن البيان اقْتَرَنَ في السُّورة بهذا الاسم لتَحَيَّروا فيه حتى تَنْقَلِب أَبصارُهم. غيره: البَخَصُ لحمٌ ناتئ فوق العينين أَو تحتهما كهيئة النَّفْخة، تقول منه: بَخِص الرجلُ، بالكسر، فهو أَبْخَصُ إذا نَتَأَ ذلك منه. وبَخَصْتُ عَيْنَه أَبْخَصُها بَخْصاً إذا قَلَعتها مع شَحْمَتِها. قال يعقوب: ولا تقل بَخَسْتُ. وروى الأَصمعي: بَخَصَ عَيْنَه وبَخَزَها وبَخَسَها، كله بمعنى فَقَأَها. والبَخَصُ، بالتحريك: لحمُ القَدَمِ ولحمُ فِرْسِن البعير ولحمُ أُصولِ الأَصابعِ مما يَلي الراحةَ، الواحدةُ بَخَصةٌ. قال أَبو زيد: الوَجَى في عظْم الساقين وبَخَصِ الفَراسِنِ؛ والوَجى قِيل الحَفا. وفي صفته، صلّى اللّه عليه وسلّم: أَنه كان مَبْخُوصَ العَقِبَيْن أَي قليلَ لحمِهِما. قال الهروي: وإِن روي بالنون والحاء والضاد، فهو من النَّحْضِ اللحم. يقال: نَحَضْتُ العظْمَ إذا أَخذتَ عنه لحمَهُ. ابن سيده: والبَخَصةُ لحمُ الكفِّ والقدمِ، وقيل: هي لحمُ باطنِ القدم، وقيل: هي ما وَليَ الأَرضَ من تحتِ أَصابعِ الرجلين وتحت مناسمِ البعير والنِّعام، والجمع بَخَصات وبَخَصٌ؛ قال: وربما أَصابَ الناقةَ داءٌ في بَخَصِها، فهي مَبْخوصة تَظْلَعُ من ذلك.
والبَخَصُ: لحمُ الذراعين. وناقة مبْخُوصَة: تَشْتكِي بَخَصَتَها. وبَخَصُ اليدِ: لحمُ أُصول الأَصابع مما يلي الراحة. والبَخَصةُ: لحمُ أَسفلِ خُفِّ البعير، والأَظَلُّ: ما تحتَ المناسم. المبرّد: البَخَصُ اللحم الذي يَرْكبُ القدم، قال: وهو قول الأَصمعي، وقال غيره: هو لحمٌ يُخالطُه بياضٌ من فسادٍ يَحُلّ فيه؛ ومما يدل على أَنه اللحم خالَطَهُ الفسادُ قولُ أَبي شُراعةَ من بني قيس بن ثعلبة: يا قَدَمَيّ، ما أَرى لي مَخْلَصا ممّا أَرَاه، أَو تَعُودا بَخَصَا

بخع

بخَعَ نفْسَه يَبْخَعُها بَخْعاً وبُخوعاً: قتلَها غيْظاً أَو غَمّاً. وفي التنزيل: فلعلَّك باخعٌ نفْسَك على آثارِهم؛ قال الفرّاء: أَي مُخْرِجٌ نفسَك وقاتلٌ نفسَك؛ وقال ذو الرمة:

أَلا أَيُّهذا الباخِعُ الوَجْدِ نفسَـه

 

بشيءٍ نَحَتْه عن يدَيْكَ المَقادِرُ

قال الأَخفش: يقال بَخَعْتُ لك نفْسي ونُصْحِي أَي جَهَدْتها أَبْخَعُ بُخوعاً. وفي حديث عائشة، رضي الله عنها، أَنها ذكرت عمر، رضي الله عنه، فقالت: بَخَعَ الأَرضَ فقاءتْ أُكُلَها أَي قَهر أَهلَها وأَذلَّهم واستخرَج ما فيها من الكُنوز وأَموال المُلوك. وبَخَعْتُ الأَرضَ بالزِّراعةِ أَبْخَعُها إذا نَهَكْتُهَا وتابَعْت حِراثَتها ولم تُجِمَّها عاماً.
وبخَع الوَجْدُ نفسَه إذا نَهَكَها. وبخَعَ له بحقّه يَبْخَعُ بُخوعاً وبَخاعةً: أَقرَّ به وخضَع له، وكذلك بَخِعَ، بالكسر، بُخوعاً وبَخاعةً، وبَخَعَ لي بالطاعة بُخوعاً كذلك. وبَخَعْت له: تذَلَّلْت وأَطَعت وأَقرَرْت.
وفي حديث عمر، رضي الله عنه: فأَصبَحْتُ بجَنبتَي الناسِ ومَن لم يكن يَبْخَعُ لنا بطاعة. وفي حديث عُقْبة بن عامر: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: أَتاكُم أَهلُ اليَمنِ هم أَرَقُّ قُلوباً وأَلْيَنُ أَفئدةً وأَبْخَعُ طاعةً أَي أَنْصَحُ وأَبْلَغُ في الطاعةِ من غيرهم كأَنهم بالَغُوا في بَخْعِ أَنفسهم أَي قَهرِها وإِذْلالِها بالطاعةِ. قال ابن الأَثير: قال الزمخشري هو من بَخَع الذَّبِيحةَ إذا بالَغ في ذَبْحِها وهو أَن يَقْطَع عظْم رقبتها ويَبْلُغَ بالذَّبْح البِخاع، بالباء، وهو العِرْق الذي في الصُّلْب؛ والنخْعُ، بالنون، دون ذلك وهو أَن يبلُغ بالذبح النُّخاع، وهو الخيْط الأَبيض الذي يَجري في الرَّقبة، هذا أَصله ثم كثُر حتى استعمل في كل مبالغة؛ قال ابن الأَثير: هكذا ذكره في الكشاف وفي كتاب الفائق في غريب الحديث ولم أَجده لغيره، قال: وطالما بحثت عنه في كتب اللغة والطب والتشريح فلم أَجد البِخاع، بالباء، مذكوراً في شيء منها. وبَخَعْت الرَّكيّة بَخْعاً إذا حَفرْتها حتى ظَهر ماؤها.

بخق

البَخَق: أَقبح ما يكون من العَوَر وأَكثرُه غَمَصاً؛ قال رؤبة:

وما بعَيْنَيْه عواوِيرُ البَخَقْ

وقال شمر: البَخَق أَن تَخْسِف العينُ بعد العَوَر. وفي حديث زيد بن ثابت، رضي الله عنه، أَنه قال: في العين القائمة إذا بُخِقَتْ مائةُ دينار؛ أراد إذا كانت العين صحيحة الصورة قائمة في موضعها إلاّ أَن صاحبها لا يُبصِر ثم بُخِقَتْ بعدُ ففيها مائة دينار؛ قال شمر: أَراد زيد أَنها إن عَوِرت ولم تَنْخَسف وهو لا يُبصر بها إلاّ أَنها قائمة ثم فُقِئت بعد ففيها مائة دية. وقال ابن الأَعرابي: البَخَق أَن يذهَب بصرُه وتبقى عينه مُنْفتحة قائمة. وقال أَبو عمرو: بَخِقَت عينُه إذا ذهبت، وأَبْخَقْتُها إذا فقأْتها؛ ومنه حديث نَهْيه عن البَخْقاء في الأَضاحي، ومنه حديث عبد الملك بن عمير يصف الأَحنَف: كان ناتئ الوَجْنة باخِقَ العين. ابن سيده:بخَقَت عينُه وبَخِقَت: عارَتْ أشدَّ العوَر، والفتح أَعلى. وعين بَخْقاء وبَخِيق وبَخِيقة: عوْراء، وقد بَخَقَها يَبْخَقُها بَخْقاً وأَبْخَقَها: عوَّرها. ورجل بَخِيق وأَبْخَقُ: مَبْخُوق العين. الجوهري: البَخَق، بالتحريك.، العَوَر بانْخِساف العين.

بخل

البُخْل والبَخَل: لغتان وقريء بهما والبَخْل والبُخول: ضد الكرم، وقد بَخِلَ يَبْخَل بُخْلاً وبَخَلاً، فهو باخل: ذو بُخْل، والجمع بُخَّال، وبخيل والجميع بُخَلاء. ورَجُل بَخَل: وُصِف بالمصدر؛ عن أَبي العَمَيْثل الأَعرابي، وكذلك بَخَّال ومُبَخَّل. والبَخَّال: الشديد البُخْل؛ قال رؤبة:

فَذَاك بَخَّـالٌ أَرُوزُ الأَرْزِ

 

وكُرَّزٌ يَمْشِي بَطِينَ الكُرْزِ

ورجال باخلون. والبَخْلة: بُخْل مَرَّة واحدة. وبَخَّله: رماه بالبُخل ونسبه إِلى البُخْل. وأَبْخَله: وجده بَخيلاً؛ ومنه قول عمرو بن مَعْدِ يكرب: يا بني سُلَيْم، لقد سأَلْناكم فما أَبْخَلناكم؛ وقال الشاعر:

ولا مُعدّ بُخْله عن إِبْخال

ويروى أَبخال، فإِن كان كذلك فهو جمع بُخْل أَو بَخَل لأَنه قد جاءت مصادر مجموعة كالحُلوم والعُقول، وفسر ابن الأَعرابي وجه جمعه قال: معناه بعد بخل منك كثير؛ وعن ههنا بمعنى بعد كما قال:

وتُصْبح عن غِبِّ الضَّباب، كأَنَّمـا

 

تَرَوَّح قَيْنُ الهَضْبِ عنها بِمصْقَلَه

والمَبْخَلة: الشيء الذي يَحْمِلك على البخل. وفي حديث النبي، صفيفيى الله عليه وسلم: الوَلَد مَجْبَنَة مَجْهَلة مَبْخَلة: هو مفْعَلة من البُخل، ومَظِنّة لأَن يَحْمِل أَبويه على البخل، ويدعوهما إِليه فَيَبْخَلان بالمال لأَجله. ومنه الحديث: إِنكم لتُبَخِّلون وتُجَبِّنون.

بخلص

بَخْلَصٌ وبَلْخَصٌ: غليظٌ كثيرُ اللحمِ، وقد تَبَخْلصَ وتَبَلْخَصَ.

بخن

رجل بَخْنٌ: طويلٌ مثل مَخْن؛ قال ابن سيده: وأُراه بدلاً. ابن بري: بَخَنَ، فهو باخِنٌ، طال؛: قال الشاعر:

في باخِنٍ منْ نهارِ الصيف مُحْتَدِم

التهذيب: ويقال للناقة إذا تمدَّدَت للحالب قد ابْخَأَنَّت، ويقال للميت أَيضاً ابْخَأَنَّ؛ قال الراجز فترك الهمزة:

مُرْبَّة بالنَّقْرِ والإبْساسِ،

 

ولابْخِنانِ الدَّرِّ والنُّعاسِ

يقال: قد ابْخأَنَّتْ وابْخانَّت، مهموز وغير مهموز.

بخند

البَخَنْداةُ كالخَبَنْداة، وبعير مُبْخَنْدٌ كمُخْبَنْدٍ، والبَخَنْداة والخَبَنْداة من النساءِ: التامة القَصب الرَّيَّاءُ،؛ وفي حديث أَبي هريرة أَن العجّاج أَنشده:

قامت تُريك، خَشْيَةَ أَن تَصرِما،

 

ساقاً بَخَنْداةً، وكَعْبـاً أَدْرَمـا

وكذلك البَخَنْدى والخَبَنْدى، والياء للإِلحاق بسفرجل؛ قال العجاج:

إِلى خَبَنْدى قصَبٍ ممكور

بخنق

الليث: البُخْنُق بُرْقُع يُغَشَّي العُنق والصدر، والبُرْنُس الصغير يسمى بُخْنَقاً؛ قال ذو الرمة:

عليه من الظَّلْماء جُلٌّ وبُخْنَقُ

ابن سيده: البُخْنُق البرقع الصغير. والبُخْنُق: خرقة تلبسها المرأَة فتغطي رأْسها ما قبَلَ منه وما دَبَر غير وسَط رأْسها، وقيل: هي خرقة تَقَنَّع بها وتَخِيطُ طَرَفَيْها تحت حنكها وتَخِيط معها خِرْقة على موضع الجبهة. يقال: تَبَخْنَقَت، وبعضهم يسميه المِحْنك. وقال اللحياني: البُخْنُقُ والبُخْنَقُ أَن تُخاط خرقة مع الدِّرع فيصير كأَنه تُرْس فتجعله المرأَة على رأْسها. الصحاح في ترجمة بخق: البخنق خرقة تَقَنَّع بها الجارية وتشد طرفيْها تحت حنكها لتُوقِّي الخِمار من الدُّهْن أَو الدهن من الغُبار. ابن بري: قال ابن خالويه البخنق أَصل عنق الجرادة، وبُخْنق الجَرادة:الجِلْباب الذي على أصل عُنقها، وجمعه بَخانِقُ، وبعض بني عُقَيْل يقول بُحْنق.
والمُبَخْنَق من الخيل: الذي أَخَذت غُرَّتُه لحييه إلى أُصول أُذنيه.

بخنك

البُخْنُك: لغة في البُخْنُقِ.