المنستير والمهدية

تعرف المنستير بقلعتها الكبيرة وسورها الشامخ الذي يعود إلى الفتح العربي لافريقيا أما شهرتها السياحية فتعود إلى الفنادق الممتازة التي تزخر بها . وهي على العكس من سوسة الصاخبة ، تتميز المنستير بهدوئها وببساطتها ، وبمساحاتها الخضراء وحدائقها التي صنعت شهرتها بين المدن التونسية الأخرى .  

وإذا ما اتجهت إلى الجنوب الشرقي تطالعك «المهدية» العاصمة الأولى للخلافة الفاطمية التي أشعت على كامل العالم العربي والإسلامي من افريقيا إلى بغداد والشام مروراً بمصر وبأجزاء هامة من جنوب أوروبا . والمهدية فريدة العمارة وهي محطة مركزية في حركة التواصل بين الشرق والغرب وهو ما تؤكده الشواهد التاريخية بالمنطقة مثل الميناء الفينيقي والمواقع الرومانية المختلفة .

وتعتبر المهدية اليوم من أجمل المواقع السياحية فلون بحرها الموغل في الزرقة ورمالها القطنية البيضاء الخفيفة طارت بشهرتها إلى العالم وللمدينة سحرها يترجمه الإقبال على فنادقها الراقية وأسواقها العامرة والرغبة في التعرف على عاداتها وتقاليدها التي تعود إلى العصر الذهبي للدولة الفاطمية وبخاصة التي تجري على غرار الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف مثلاً .

وتعرف المهدية ببساطتها وأناقتها وساحاتها المستطيلة الواسعة وتعد مقاهيها التقليدية فرصة للتمتع بمعايشة هذه المدينة القديمة . وبحكم ارتفاعها عن سطح البحر فإن أجمل المشاهد يتمثل في منظر الجامع الكبير الفاطمي ببساطته وهيبته ومن خلفه البحر الفيروزي الخلاب . وإلى جانب محلاتها وأسواقها وبخاصة محلات الذهب والفضة فإن برنامج زيارة المهدية يشمل مواقع مهمة مثل مدينة «الجم» القريبة حيث الكوليزي «المدرج»الروماني . ولن تكتمل زيارتك للمهدية إلا إذا تذكرت الحرير الذي تشتهر به والمنسوجات الرائعة مثل الملابس النسائية الحريرية الموشاة بماء الذهب وخيوط الفضة .