أغـاديـر

مدينة أغادير، التي نفضت عن نفسها غبار الدمار الذي لحقها في زلزال سنة ،1960 أعيد بناؤها بتقنيات مضادة للزلازل وأصبحت فضاء للسياحة والاستجمام تضع كل الخيارات امام زوارها.. فنادق من مختلف الدرجات، وشقق مفروشة، ومطاعم متنوعة ومنتزهات عامة، وشاطئ جميل وممتد ومسابح خاصة وجبال تريح العين ومتاحف ومزارات، كقصبة أغادير أوفلا، والمساحات الخضراء والمواطنون الطيبون.

تجمع أغادير بين الشاطئ الرملي المنبسط والجبل الشامخ المحاذي للمدينة الى عمق البحر، والسهل الفسيح الخصيب بضواحيها... وبطابع عمراني يمزج الخصوصيات الجهوية بالابداع العصري الذي حولها الى جوهرة يؤمها ملايين السياح والمستثمرين حتى قبل ان تكون السياحة بالمعنى الحالي للكلمة.

خصوصيات مناخية شكلت معطى متميزا لمصلحة مدينة بلغ متوسط حرارتها السنوي 19 درجة وموقع منفرد، انفتاحه على الشمال والجنوب في أقصى غرب الاطلسي الكبير بمحاذاة الساحل، عوامل لعبت دورا حاسما لتتمتع بجاذبية خاصة وتبهر زوارها بسحرها الأخاذ الممزوج بين الجمال والأحاسيس، حيث الظل يلامس الضياء والصحراء تحجب الواحات الخضراء والألوان الأكثر تعارضا تصبح تكاملا فتذوب في اشكال مزخرفة بألوان زاهية تعكس ذهبية الرمال وزرقة السماء والبحر، وبياض العمران الناصع وخضرة الحدائق.

مناظر خلابة وجودة الشاطئ ووجود تجهيزات سياحية مهمة تعطي لشاطئ هذه المدينة صورة سياحية جذابة. فسواء كنت من عشاق البحر الهادي... أو من هواة الرياضات الشاطئية أو محبي التسوق والصخب أو رواد المتاحف والمعارض، فمن المؤكد انك ستجد ذلك في أغادير... صيفا وشتاء، ما تبحث عنه تجده هنا. يمكن ان تبدأ يومك بتأمل استيقاظ البحر على ضوء أشعة الشمس المطلة وراء الجبل لتتبع ذلك برحلة ممتعة وطويلة بطول الشاطئ المتلألئ الذي ما يزال يفتخر بميدالية انظف شاطئ في المغرب، تصاحبك في رحلته نسمات بنكهة أطلسية منعشة وبمحاذاة مياه صافية زاهية الألوان.. متمتعا خلالها بوجبات شهية في المطاعم المتراصة على كورنيش تم تهييئه من أجل ارضائك... وارضاء زوار المدينة والمزود بتجهيزات من الطراز الرفيع من وحدات سياحية.

كما يمكن ان تختم يومك بالاسترخاء على بساط رملي ذهبي وبجانبك كوب من الشاي تفوح منه رائحة النعناع بطعمه المحلي وأنت تنتظر احتضان البحر لقرص الشمس في شفق قل نظيره في أماكن أخرى.

أغادير... لديها كل هذا... وتقدمه لزوارها بصدر رحب وابتسامة مشرقة نابعة من قلوب أناسها الطيبين الذين تجدهم على استعداد لارشادك الى اكتشاف وداعة هذه المدينة التي لا تحتمل العنف.

لوحة رقيقة ترسم بتناسق تداخل السماء والأرض والبحر، هكذا يصفها المولعون بجمالها الساحر، أو هي جنة فوق الأرض كما يحلو للكثيرين نعتها... حتى الذين لم يزوروها يعرفونها ايضا لكثرة ما يسمعونه عنها.

وأغادير... حصن منيع في وجه الزمن أعيد بناؤها بعيدا عن المناطق المهددة بتقنيات مضادة للزلازل وأصبحت الآن فضاء للسياحة والاستجمام تضع كل الخيارات امام زائريها... تؤوي عشرات الفنادق ومنازل مفروشة منتشرة في جميع انحائها، مطاعم متنوعة وبجميع الاطباق.. منتزهات عامة وخاصة، ولتحقيق المزيد من الحضور على قائمة المدن السياحية.. تحرص أغادير على تنويع معطياتها السياحية بما يتناسب مع الأذواق كافة ويتماشى وتحسين الخدمات وظروف استقبال ضيوفها.

وتحتوي المدينة على مزارات ومتاحف تحتضن الخصوصية الثقافية للمنطقة كموروث مغربي اصيل... وأولى هذه المزارات، قصبة اكادير أو “فلا” وتعني القصبة الموجودة في الأعلى وتقع شمال المدينة وتسمى في الوثائق القديمة أغادير ايغير أي القصبة المبنية على كتف الجبل وتعلو عن سطح البحر ب 236 مترا، وأسسها السلطان الشيخ محمد السعدي سنة 1540 ميلادية بهدف التحكم في ضرب البرتغاليين الذين استقروا عند قدم الجبل سنة 1470 ميلادية في اطار بحثهم عن طريق الهند. وقد انشأوا عند الساحل قرب عين فونتي حصنا.

إنها عروس البحر طوال القرون ومنذ زمان تغوص في مياهه لتستخرج منه ما يعيد مجدها وتتصدر مركز الاشعاع الحضاري والفكري كما كانت في السابق.