أخبار مسعدة ونسبه

هو مسعدة بن البختري بن المغيرة بن أبى صفرة، بن أخي المهلب بن أبي صفرة. وقد مضى نسبه متقدماً في نسب يزيد بن محمد المهلبي وابن أبي عيينة وغيرهما.


وهذا الشعر يقوله في نائلة بنت عمر بن يزيد الأسيدي وكان يهواها.


تشبيب مسعدة بنائلة  أخبرني بخبره في ذلك أبو دلف هاشم بن محمد الخزاعي قال: حدثني عيسى بن إسماعيل تينة، عن القحذمي قال: كان مسعدة بن البختري بن المغيرة بن أبى صفرة، يشبب بنائلة بنت عمر بن يزيد الأسيدي أحد بني أسيد بن عمرو بن تميم ، وكان أبوها سيداً شريفاً، وكان على شرط العراق من قبل الحجاج، وفيها يقول:

أنائل إننـي سـلـم

 

لأهلك فاقبلي سلمى

قال القحذمي: وأم نائلة هذه عاتكة بنت الفرات بن معاوية البكائي، وأمها الملاءة بنت زرارة بن أوفى الجرشية، وكان أبوها فقيهاً محدثاً من التابعين. وقد شبب الفرزدق بالملاءة وبعاتكة ابنتها.


عاتكة بنت الفرات وما قيل فيها قال عيسى: فحدثني محمد بن سلام قال: لا أعلم أن امرأة شبب بها وبأمها وجدتها غير نائلة. فأما نائلة فقد ذكر ما قال فيها مسعدة، وأما عاتكة فإن يزيد بن المهلب تزوجها؛ فقتل عنها يوم العقر، وفيها يقول الفرزدق:

إذا ما المزونيات أصبحن حسرا

 

وبكين أشلاء على غير نـائل

فكم طالب بنت الملاءة إنـهـا

 

تذكر ريعان الشباب المـزايل

ما قيل في أمها الملاءة وفي الملاءة أمها يقول الفرزدق:

كم للملاءة من طيف يؤرقني

 

إذا تجرثم هادي الليل واعتكرا

قصة عاتكة بنت الملاءة أخبرني الحرمي بن العلاء قال: حدثني الزبير بن بكار قال: حدثني عبد الرحمن بن عبد الله قال: خرجت عاتكة بنت الملاءة إلى بعض بوادي البصرة فلقيت بدوياً معه سمن فقالت له: أتبيع هذا السمن؟ فقال: نعم. قالت: أرناه. ففتح نحياً فنظرت إلى ما فيه، ثم ناولته إياه وقالت: افتح آخر. ففتح أخر فنظرت إلى ما فيه ثم ناولته إياه، فلما شغلت يديه أمرت جواريها فجعلن يركلن في استه وجعلت تنادي: يا لثارات ذات النحيين! قصة ذات النحيين قال الزبير: تعني ما صنع بذات النحيين في الجاهلية؛ فإن رجلاً يقال له: خوات بن جبير رأى امرأة معها نحيا سمن فقال: أريني هذا. ففتحت له أحد النحيين، فنظر إليه ثم قال: أريني الآخر. ففتحته، ثم دفعه إليها، فلما شغل يديها وقع عليها، فلا تقدر على الامتناع خوفاً من أن يذهب السمن، فضربت العرب المثل بها، وقالت أشغل من ذات النحيين فأرادت عاتكة بنت الملاءة أن هذا لم يفعله أحد من النساء برجل كما يفعله الرجل بالمرأة غيرها، وأنها ثأرت للنساء ثأرهن من الرجال بما فعلته.


ما جرى بين الملاءة وعمر بن أبي ربيعة أخبرني علي بن صالح بن الهيثم قال: حدثنا أبو هفان عن إسحاق الموصلي عن الزبير والمسيبي ومحمد بن سلام وغيرهم من رجاله: أن الملاءة بنت زرارة لقيت عمر بن أبي ربيعة بمكة وحوله جماعة ينشدهم، فقالت لجارية: من هذا؟ قالت: عمر بن أبي بربيعة، المنتقل من منزله من ذات وداد إلى أخرى، الذي لم يدم على وصل، ولا لقوله فرع ولا أصل، أما والله لو كنت كبعض من يواصل لما رضيت منه بما ترضين، وما رأيت أدنا من نساء أهل الحجاز ولا أقر منهن بخسف، والله لأمة من إمائنا آنف منهن! فبلغ ذلك عمر عنها، فراسلها فراسلته، فقال:

حي المنازل قد عمـرن خـرابـا

 

بين الجرين وبين ركن كسـابـا

بالثني من ملكان غير رسـمـهـا

 

مر السحاب المعقبات سـحـابـا

وذيول معصفة الرياح تجـرهـا

 

دققاً فأصبحت العـراص يبـابـا

ولقـد أراهـا مـرة مـأهـولة

 

حسناً جناب محلها مـعـشـابـا

دار التي قالت غداة لـقـيتـهـا

 

عند الجمار فما عـييت جـوابـا

هذا الذي باع الصـديق بـغـيره

 

ويريد أن أرضى بـذاك ثـوابـا

قلت اسمعي مني المقال ومن يطع

 

بصديقه المتمـلـق الـكـذابـا

وتكن لديه حـبـالـه أنـشـوطة

 

في غير شيء يقطع الأسبـابـا

إن كنت حاولت العتاب لتعلـمـي

 

ما عندنا فلقد أطلـت عـتـابـا

أو كان ذلك لـلـبـعـاد فـإنـه

 

يكفيك ضربك دونك الجلـبـابـا

وأرى بوجهك شـرق نـور بـين

 

وبوجه غيرك طخية وضـبـابـا

صوت

أسعداني يا نخلـتـي حـلـوان

 

وارثيا لي من ريب هذا الزمان

واعلما أن ريبـه لـم يزل يف

 

رق بين الألاف والـجـيران

أسعداني وأيقنا أن نـحـسـاً

 

سوف يلقاكما فتفتـرقـان

ولعمري لو ذقتما ألم الفـر

 

قة أبكاكما كما أبـكـانـي

كم رمتني به صروف الليالي

 

من فراق الأحباب والخلان

الشعر لمطيع بن إياس، والغناء لحكم الوادي، هزج بالوسطى عن عمرو وإلهشامي.