خبر عبد الله بن أبي العلاء

 عبد الله بن أبي علاء، رجل من أهل سر من رأى. وكان يأخذ عن إسحاق وطبقته فبرع، و له صنعة يسيرة جيدو.


وابنه أحمد بن عبد الله بن أبي العلاء، أحد المحسنين المتقدمين، أخذ عن مخارق وعلوية وطبقتهما. وعمر إلى آخر أيام المعتضد وكانت فيه عربدة.


وكان عبد الله بن أبي العلاء حسن الوجه والزي، ظريفاً شكلاً .


حدثني ذكاء وجه الرزة قال: قال لي ابن المكي المرتجل : كان يقوم دابة عبد الله بن أبي العلاء وثيابه إذا ركب ألف دينار.


قال: وقال لي ابن المكي: حدثني أبي، قال: نظر أحمد بن يوسف الكاتب إلى عبد الله بن أبي العلاء عند إسحاق، وهو يطارحه، فأقام عند إسحاق، وسأله احتباس عبد الله عنده، فأمر بذلك، فاعتل عليه . وقال: أريد أن أشيع غازياً يخرج من جيراننا، فقال: له أحمد بن يوسف:

لا تخرجن مع الغزوة مشـيعـاً
    

 
    

إن الغزي يراك أفضل مغـنـم

ودع الحجيج ولا تشيع وفـدهـم
    

 
    

أخشى عليك من الحجيج المحرم

ما أنت إلا غـادة مـمـكـورة
    

 
    

لولا شواربك المحيطة بالـفـم

وقد روي هذا الشعر لسعيد بن حميد في عبد الله بن أبي العلاء. وهو الصحيح.


فأقسم عليه إسحاق أن يقيم، فأقام.


وقال لي جعفر بن قدامة، وقد تجاذبنا هذا الخبر: حدثني حماد بن إسحاق، عن أبيه : أن العشرة اتصلت بين عبد الله وبين أحمد بن يوسف، وتعشقه وأنفق عليه جملة من المال، حتى اشتهر به، فعاتبه محمد بن عبد الزيات، في ذلك ، فقال له:

لا تعذلني يا أبا جعفـر
    

 
    

عذل الأخلاء من اللوم

إن استه مشربة حمرة
    

 
    

كأنها وجنة مكظـوم

وقد قيل: إن هذين البيتين لأحمد بن يوسف في موسى بن عبد الملك.
وكان بعض الشعراء قد أولع بعبد الله بن أبي العلاء، يهجوه ويذكر أن أباه أبا العلاء هو سالم السقاء، وفيه يقول هذا الشعر

كنت في مجلس أنيق جميل
    

 
    

فأتانا ابن سالم مخـتـالا

فتغنى صوتاً فأخطـأ فـيه
    

 
    

وابتدا ثانياً فكان مـحـالا

وابتغى حلعة على ذاك منا
    

 
    

فخلعنا على قفاه النعـالا

وفيه يقول هذا الشاعر، أنشدنا ابن عمار وغيره:

إذا ابن أبي العلاء أقيم عنـا
    

 
    

فأهلاً بالمجالس والرحـيق

قفاه على أكف الشرب وقف
    

 
    

وجلدة وجهـه مـيدان ريق

أفاطـم حـييت بـالأسـعـد
    

 
    

متى عهدنـا لا تـبـعـدي

تبارك ذو العرش، ماذا نرى
    

 
    

من الحسن في جانب المسجد

فإن شئت آليت بين الـمـقـا
    

 
    

م والركن والحجر الأسـود

أ أنساك ما دام عقلي معـي
    

 
    

أمد بـه أمـد الـسـرمـد

الشعر لأمية بن أبي عائد، والغناء لحكم الوادي، هزج خفيف، بإطلاق الوتر في مجرى الوسطى، عن إسحاق. وفيه للأبحر ثقيل أول بالوسطى، عن عمرو. وقال ابن المكي ؛ فيه هزج ثقيل بالبنصر لعمر الوادي. وفيه لفليح لحن من رواية بذل، ولميذكر طريقته .