كنيسة الأمير في دير القديس تادرس المشرقي

أنشئت هذه الكنيسة في القرن العاشر ميلادي داخل الدير دير القديس تادرس بمصر القديمة.

تتكون العمارة الخارجية لهذه الكنيسة ذات الطبقة الواحدة من مدخلين عاديين في سورها الخارجي، أحدهما في الناحية الجنوبية الغربية والآخر في الناحية الشمالية الشرقية، يفضيان إلى فناء واسع يتقدم بناء الكنيسة ذاتها. والكنيسة تنخفض عن مستوى أرض الشارع قليلا ولها ثلاث واجهات آجرية أولها في الناحية الجنوبية. وثانية هذه الواجهات في الناحية الشرقية، وثالثتها في الناحية الشمالية. وهذه الواجهة متهدمة حاليا وتحتوي على بئر المعمودية وسكن الرهبان بالإضافة إلى باب حديث تم فتحه فيها.

أما عمارتها الداخلية فهي عبارة عن صحن وجناحين وثلاثة هياكل، علاوة على النارثكس والمعمودية والبئر. وتبدأ هذه العمارة بباب رئيس في الواجهة الجنوبية ذي عقد نصف دائري يغلق عليه مصراع خشبي من الحشوات المجمعة تزينه أشكال صلبان، يفضي إلى سلم هابط من خمس درجات حجرية تنتهي إلى دهليز مستطيل ذي سقف من العروق الخشبية، في نهايته باب يؤدي إلى النارثكس.

تقع المعمودية القديمة في الركن الغربي من الكنيسة وهي عبارة عن غرفة مستطيلة ذات قبو حجري متقاطع يُدخل إليها من النارثكس المشار إليه بواسطة باب مربع، ويتقدمها حجاب من خشب الخرط. وفي جدارها الجنوبي نافذة مربعة. وفي ركنها الشمالي الشرقي عمود رخامي دائري. وفي ركنها الشمالي الغربي معمودية حديثة يتم استخدامها حاليا بدلا من المعمودية القديمة. ويقع البئر في الركن الجنوبي الغربي من الكنيسة داخل دخلة كبيرة مستطيلة ذات حجاب من الحشوات الخشبية المجمعة، وهي عبارة عن بئر حجري قديم غير منتظم الأضلاع غطي بقبو نصف دائري من الآجر. ويقع النارثكس في الجهة الغربية من الكنيسة. وفي ناحيتها الجنوبية حنيتان بينهما مقصورة تشتمل على بعض أيقونات، منها أيقونة للأمير تادرس على ظهر جواد يطعن التنين. وفي ناحيتها الشمالية دكة صلبوت من الحشوات المجمّعة تعلوها رؤوس ملائكة وتتصدرها صورة لصلب السيد المسيح.

أما الصحن فيفصله عن النارثكس حجاب من خشب الخرط بين دعامتين مربعتين، وتفصله عن الجناحين دعامتان وزوجان من الأعمدة الرخامية الدائرية ذات القواعد المربعة والتيجان الكورنثية. وفي أرضيته لقان حجري مربع صغير لغسل الأرجل يوم خميس العهد. وفي سقفه قبتان آجريتان وقد حملت كل قبة من هاتين القبتين على أربعة عقود نصف دائرية. وفتحت بمربع الغربية منهما نافذتان غشيت كل منهما بحجاب من خشب الخرط، بينما فتحت بمربع الشرقية نافذة واحدة.

ومن ممر ضيق في الجهة الشمالية من النارثكس يتم الوصول إلى المعمودية الحديثة. وإلى الجناح الشمالي للكنيسة الذي يفصله عن هذا الممر حجاب من المصبعات الخشبية تزينه أشكال طيور وعليه عدة أيقونات، وتتوسطه فتحة باب مربعة. وقد غطي هذا الجناح بقبتين ترتكزان على حنايا ركنية علاوة عن فتحة مربعة في قطبها تغطيها شخشخية خشبية. وفي هذا الجناح منبر خشبي يرتكز على ثمانية أعمدة خشبية أيضا. أما الجناح الجنوبي فيفصله عن النارثكس حجاب من المصبعات الخشبية، وهو عبارة عن مساحة مستطيلة ذات عقد دائري بها نافذتان بعقدين نصف دائريين.

أما هياكل الكنيسة فهي عبارة عن هيكل رئيس يتقدمه حجاب من الحشوات الخشبية المجمّعة والمطعّمة بالسن والعاج تزينها زخارف هندسية بسيطة وأشكال صلبان، تعلوه أيقونة للعشاء السري الأخير، وتتوسطه فتحة باب من مصراعين ذات عقد مدبب مخموس تفضي إلى داخل الهيكل، ويتكون من مساحة نصف دائرية ذات أرضية من الحجر المعصراني، يتوسطها مذبح رخامي تعلوه مظلة خشبية ترتكز على روابط مثبتة في الجدران. وفي ناحيته الشرقية حنية نصف دائرية بها أيقونة للسيد المسيح.

وإلى الجنوب من هذا الهيكل يوجد هيكل ثان ذو أرضية حجرية تغطيه نصف قبة يتقدمه حجاب من الحشوات الخشبية المجمعة تزينها أشكال صلبان فيه فتحة باب من مصراعين ذات عقد مدبب مخموس أيضا، وتعلوه ست أيقونات، يتوسطه مذبح رخامي مربع، وتتصدره حنية نصف دائرية بها أيقونات حديثة.