جامع آق سنقر

يقع هذا الجامع بشارع باب الوزير في القاهرة. أنشأه الأمير شمس الدين آق سنقر أحد أمراء الناصر محمد ابن قلاون وزوج ابنته. شرع فى بنائه سنة 747 هجرية / 1346م وأتمه سنة 748 هجرية / 1347م.

يتكوّن الجامع من صحن مكشوف تحيط به أربعة أروقة أكبرها رواق القبلة الذي كانت تغطيه قبوات مصلبة محمولة عقودها على أكتاف مثمنة القطاع. ويتوسط جدار القبلة محراب من الرخام الملون تعلوه قبة ويجاوره منبر رخامى جميل لبّست ريشتاه بالرخام الملون، كما حفر درابزينه وعقوده وخوذته بزخارف متنوعة ويتوج بابه كرنيش من المقرنص المشتمل على ثلاث حطات، وله مصراعان من الخشب المجمع المطعم فى أثنائه بالسن ومحفور بوسطها زخارف بارزة. ويعتبر هذا المنبر أقدم المنابر الرخامية القليلة القائمة بالمساجد الأثرية بالقاهرة. وبوسط الصحن سقيفة متواضعة أقيمت فوق موضع الفسقية التى كان الأمير طوغان أنشأها سنة 815 هجرية/ 1412م.

يشغل الركن الغربي البحري من الجامع قبة أنشئت سنة 746 هجرية / 1345م أي قبل إنشائه بنحو سنة دفن فيها علاء الدين كجك بن الناصر محمد. أما الوجهة المشرفة على شارع باب الوزير ففيها الباب العمومى للجامع وهو يقع فى صفة محمول عقدها على كابولين جميلين على هيئة مروحة وعلى يساره بروز القبة، وبوسط وجهته شباك مستدير من الجص المفرّغ الدقيق تحيط به تلابيس من الرخام الملون بشكل جميل. وفي أسفل هذا الشباك لوحه تاريخية مكتوب بها اسم علاء الدين بن الناصر محمد وتاريخ وفاته سنة 746 هجرية. وتقوم المنارة في الطرف القبلى من الوجهة وهى من المنارات الجميلة. فقد جمعت بين البساطة والتناسب وتتكوّن من ثلاث طبقات.

وفى سنة 1062 هجرية/ 1652م قام إبراهيم أغا مستحفظان بإصلاح هذا الجامع بأن هدم القبوات المصلبة واستعاض عنها بأسقف من الخشب وكسا صدراسم الجامع الأزرق. كما أنشأ لنفسه مدفنا بين المنارة والباب القبلى للجامع كسا جدرانه بالرخام الملون من أسفل وبالقاشانى الأزرق من أعلى. وإلى جوار هذا المدفن بالرواق القبلى يقع بناء حديث فيه مدفن الأمير آق سنقر.